كشفت، محاكمة 10 متهمين بالانتماء ودعم وتمويل ما يعرف بتنظيم "داعش" عن تفاصيل مثيرة، بداية من تمكن مصالح الأمن الجزائرية من اختراق صفوفه من خلال استغلال مجند جزائري بصفوفه في سوريا تحسبا لأي محاولة ضرب أمن واستقرار البلاد، وصولا لتمويل "داعش" بالعملة الصعبة تحت غطاء أداء مناسك العمرة، متخذين بوابة المملكة العربية السعودية وتركيا منفذا لتمريرها ومركز عبور للراغبين في الانضمام لهذا التنظيم، فيما يبقى متهمان آخران في حالة فرار أحدهما متواجد بالمعاقل الإرهابية بتيزي وزو والآخر بصفوف "داعش" بسوريا. وتم الكشف عن وقائع هذه القضية بتاريخ 20 مارس 2015، المتواجد ضمن المتهمين فيها أيضا تاجرا لمواد غذائية وألبسة بالقبة والجرف بباب الزوار، بناء على تحريات باشرتها مصالح الضبطية القضائية للفرقة المتنقلة للشرطة بالقبة، بخصوص الانخراط ومحاولة الالتحاق بجماعة إرهابية تنشط داخل وخارج الوطن وإسناد ودعم الجماعات الإرهابية عن طريق التحريض والتنجنيد والإيواء وعدم التبليغ، تورط فيها ثمانية متهمين وذلك بناء على إنابة تخص متابعة الأشخاص الضالعين في قضايا إرهابية وبالتنسيق مع المصالح الأمنية. وبناء على التحريات الميدانية تبين أن أحد المفرج عنهم ينوي الالتحاق بالجماعات الإرهابية التي تنشط بسوريا تحت لواء تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، ويتعلق الأمر بالمدعو (ا. عبد المؤمن) البالغ من العمر 26 عاما ينحدر من بلدية القبة، وبعد توقيفه اعترف بالتهمة المنسوبة له، مؤكدا أن شقيقه (مصعب) ينشط بذات الجماعة، كما أعرب عن رغبته الجامحة في الالتحاق بتنظيم داعش، وأن صديقه (س. سمير) المتورط في قضايا إرهابية اقترح عليه الفكرة، لكونه على اتصال مع شخص ينشط ضمن تنظيم داعش بالعراق، ووافقه، كما أخطر والده (كمال) برغبته تلك فشجعه على ذلك ليفصح له عن صاحب المحل الذي يشتغل فيه المسمى (م. خالد) الذي لديه رغبة شديدة في الالتحاق بذات التنظي، فبات والده همزة وصل بينه وبين مستخدمه الذي اتفق معه فيما بعد للانتقال إلى العراق وأن يتكفل له (م. خالد) بالتكفل بمصاريف سفره وأن يتم ذلك نهاية شهر مارس بالتنقل إلى المملكة العربية السعودية لأداء مناسك العمرة، ومنه التوجه إلى تركيا من ثمة العراق. كما أفاد ذات المتهم بأنه على اتصال دائم بالمشرف على الجماعة الإرهابية المدعو (ح. الحسين) الذي أخطره بوجود مقاتل جزائري يدعى (ب. سيد علي) التحق بتنظيم "داعش" وهو يعمل لصالح المخابرات الجزائرية، وقد اتصل بالمدعو (ح.الحوراء) الذي قدم له معلومات عن المقاتل الجزائري لأخذ احتياطاته اللازمة منه، كما أكد أنه قام بإيواء (ل. كمال) ليومين تجنبا لإيقافه من قبل مصالح الأمن ليتصل ب(ص. رضوان) المفرج عنه عن قضية إرهابية من أجل مساعدته لربط الاتصال بالجماعات الإرهابية التي تنشط بالخارج، مؤكدا أن شقيقه (مصعب) المكنى "المعتصم بالله" الذي التحق بداعش بتاريخ 20 أكتوبر 2014، ليدل الأمن عن عنوانه الإلكتروني والرقم السري بالموقع المسمى "المنبر الإعلامي لتنظيم داعش". ليلتمس في الأخير إدانة المتهمين بالسجن مدة 20 سنة مع غرامة قدرها 1 مليون دج، فيما التمس والدهما بمعية 5 آخرين عقوبة 10 سنوات و500 ألف دج غرامة نافذة و3 سنوات حبسا نافذا و20 ألف دج غرامة نافذة للمتهم غير الموقوف، فيما استمرت مرافعة دفاع المتهمين إلى وقت متأخر من مساء الأربعاء.