الإرهابيون كانوا يتركون شرائح وهواتف داخل أحد النعوش بمسجد الفتح في وادي أوشايح للتواصل توقيف 12 شخصا أغلبهم مفرج عنهم في قضايا إرهابية لتورطهم في جناية الانخراط والدعم بالتحريض والتجنيد والإيواء معتمر حول مليارا و50 مليون سنتيم إلى العملة الصعبة لتهريبها إلى العراق عبر السعودية وتركيا تمكنت مصالح الأمن المختصة من اختراق شبكة تضم 12 شخصا مجندين ضمن التنظيم الإرهابي المسمى «داعش» عن طريق أحد عناصر «الديارس» الذي سافر إلى العراق وتمكن من فك لغز تجنيد الجزائريين ضمن هذا التنظيم الإرهابي وطريقة اتصالهم التي لا تخطر على البال والمتمثلة في استعمال النعوش من أجل التواصل انطلاقا من أحد المساجد بالعاصمة .كشفت تقارير وتحقيقات لمصالح الأمن عن وجود 12 شخصا أغلبهم مفرج عنهم في قضايا إرهابية من أبناء حي وادي أوشايح ببوروبة على رأسهم «و.ك» وابنيه، اشتبه فيهم كونهم منخرطين وحاولوا الالتحاق بجماعة إرهابية تنشط داخل وخارج الوطن، وإسناد ودعم الجماعات الإرهابية عن طريق التحريض والتجنيد والإيواء وعدم التبليغ بعد إظهار رغبتهم في الالتحاق بتنظيم «داعش» بتوطيد اتصالاتهم بإرهابيين ضمن تنظيم «داعش» داخل الوطن عبر شريحة هاتف موضوعة داخل نعش الموتى بمسجد الفتح. وكشفت أوراق الملف التي تحوز «النهار» عليها، أن المكلف بعمليات تجنيد الجزائريين في العراق وسوريا عبر الموقع الجهادي «مرج دابق»، اكتشف اختراق التنظيم من طرف أحد عناصر المخابرات الجزائرية بعدما التحق بالتنظيم عن طريق السعودية، وذلك على اعتبار أن التنظيم كان يجند الجزائريين عن طريق قيامهم بمناسك العمرة ليقوم بنقلهم من السعودية إلى تركيا ومنها إلى العراق. التحقيق مع المشتبه فيهم تكفل به قاضي التحقيق بمحكمة حسين داي، وهذا بعدما حررت مصالح الضبطية القضائية للفرقة المتنقلة للشرطة القضائية محضرا بتاريخ 20 مارس 2015 جاء فيه تورط كل من «و.ع» «و.ك» «م.خ» «س.ب» «ز.ت» «ع.ع» «ص.ر» و«ت.ح» في جرم الانخراط ومحاولة الالتحاق بجماعة إرهابية تنشط داخل وخارج الوطن، وإسناد ودعم الجماعات الإرهابية عن طريق التحريض والتجنيد والإيواء وعدم التبليغ. واستنادا للتقارير الإخبارية الواردة إلى النيابة، فإنه في إطار متابعة الأشخاص الضالعين في قضايا إرهابية تبين أن أحد المفرج عنهم ينوي الالتحاق بالجماعات الإرهابية التي تنشط بسوريا تحت لواء تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، ويتعلق الأمر بالمدعو «و.ع» المكنى ب«النعمان الجزائري»، وبعد توقيفه والعثور في بيته على مفاتيح أنترنت ومنشورات تحريضية وأقراص مضغوطة تحتوي على مناشير خاصة بالجهاد والتحريض وكتاب تحريضي بعنوان «ملة إبراهيم»، اعترف بالتهمة المنسوبة إليه مبديا رغبته الجامحة في الالتحاق بما يسمى تنظيم «داعش»، مشيرا إلى أن لديه شقيقه «مصعب» ينشط بذات الجماعة، كما أن صديقه «س.ي» المتورط في قضايا إرهابية اقترح عليه الفكرة كونه في اتصال مع شخص ينشط ضمن «داعش» في العراق، وبعدما أخبر والده المدعو «و.ك» شجعه حسب تصريحاته على ذلك، وأفصح له أن صاحب المحل التجاري الذي يشتغل فيه المسمى «م.خ» لديه رغبة شديدة في الالتحاق بالتنظيم الإرهابي، ليبقى والده همزة وصل بينه وبين صاحب المحل، هذا الأخير تكفل بمصاريف سفر «و.ع» إلى العراق نهاية شهر مارس بالتنقل أولا إلى السعودية لأداء مناسك العمرة، ومن ثم إلى تركيا ثم إلى العراق، موضحا في أقواله أنه على اتصال مباشر مع المشرف على موقع الجماعة الإرهابية المسمى «ح.الحسين» الذي أخطره بوجود مقاتل جزائري هو «ب.س» التحق بتنظيم «داعش» ويعمل لصالح المخابرات الجزائرية لأخذ احتياطاته اللازمة، كما تطرق في معرض تصريحاته إلى أنه قام بإيواء «ل.ك» مبحوث عنه ليومين تجنبا لإيقافه من مصالح الأمن، ليتصل بالمسمى «ص.ر» المفرج عنه في قضية إرهابية من أجل مساعدته لربط الاتصال بالجمعات الإرهابية التي تنشط بالخارج، مضيفا أن شقيقه «و.مصعب» المكنى ب«المعتصم بالله» متواجد حاليا ضمن تنظيم «داعش» منذ 20 أكتوبر 2014، ليقر والده أيضا المدعو «و.ك» بما نسب إليه بأنه تمكن من إقناع صاحب المحل «م.خ» بفكرة الانضمام إلى «داعش» بعد توجيهه إلى المواقع الإرهابية للاطلاع على مستجدات التنظيم، وأكد أن ابنه «و.ع» أخطره بأنه تمكن من الوصول إلى شخص يساعده في الالتحاق بالتنظيم، وقد وافق على التكفل بمصاريف السفر إلى العراق، مضيفا أن صاحب المحل بحوزته 20 ألف أورو يرغب في نقلها من تركيا إلى العراق، وأنه على اتصال دائم بابنه مصعب المتواجد هناك. واستناد لتصريحات «و.ع» ووالده تم إيقاف صاحب المحل الذي اعترف بالوقائع ورغبته في الالتحاق على أن يتكفل «و.ع» بالمصاريف بعد الذهاب إلى العمرة ومن ثم إلى العراق عبر تركيا، مشيرا إلى أن له مبلغ مليار و50 مليون سنتيم حوّلها إلى العملة الصعبة ووزعها على أفراد أسرته المرافقين له لأداء العمرة لتجنب حجزها لدى الجمارك بعدما تمكنت مصالح الأمن من توقيف «س.ب» المسبوق في قضيتين إرهابيتين عام 2008 و2009، وهذا بعد تعزيز اتصالاته بالمدعو «ز.ع» الذي كان رفقته في السجن، ليتم العثور بمنزله على جهاز إعلام آلي محمول يتضمن صورا لإرهابيين وروابط مواقع إعلامية إرهابية، ليقول المدعو «ز.ت» إنه في اتصال مع الإرهابي «ل.ك» وأخطره أنه سبق أن توجه إلى المعاقل الإرهابية، أين زوده ببعض الحاجيات كونه عنصر دعم وإسناد لجماعات إرهابية، مشيرا إلى أن العلاقة التي تربطه بالإرهابي المبحوث عنه «ل.ع» الذي كان يتصل به من حين لآخر أين اتصل به وطلب منه الذهاب بعد صلاة العشاء إلى مسجد الفتح بوادي أوشايح لاسترجاع أمانة موجودة داخل صندوق نقل الموتى، أين وجد شريحة هاتف ومبلغ 3 آلاف دينار اشترى بها هاتفا نقالا وزوده بأرقام هواتف أبناء حيه، كما تنقل إلى معاقل جماعات إرهابية بالأخضرية عدة مرات ليلتحق المدعو «ل.ك» المجند من قبل «خ.ر» بالجماعات الإرهابية في منطقة تيزي وزو بتاريخ 14 أكتوبر 2014. وأمام هذه المعطيات، وبعد إرسال مستندات الملف إلى غرفة الاتهام بمجلس قضاء العاصمة تم تكييف القضية على أساس جناية محاولة الانخراط ضمن جماعة إرهابية تنشط خارج الوطن للمتهمين «و.ع» «م.خ» وجناية الإشادة بالأعمال بالإرهابية وتشجيعها وتمويلها وجنحة عدم الإبلاغ عن جناية للمتهمين «و.ك»، «س.ب» «ز.ت» «ص.ر» «خ.ر» «ت.ح» «ب.ز» وجنحة عدم الإبلاغ عن جناية للمتهم «ع.ع» غير الموقوف وجناية الانخراط ضمن جماعة إرهابية منظمة للمتهم «ل.ك» المتواجد في حالة فرار وجناية الانخراط ضمن جماعة إرهابية منظمة تنشط خارج الوطن للمتهم «و.م».