تفتح محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة في 31 ماي الجاري، ملف ثلاثة جامعيين يدرسون بجامعتي باب الزوار والخروبة بالجزائر العاصمة، التحقوا بما يسمى ب”تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام” بسوريا، بداية 2015، وبقوا على اتصال مع عامل ومتربص بمعهد الفنون المطبعية، وطالب بزاوية مالك بن نبي، بالأخضرية، ولاية البويرة، عبر شبكة التواصل الاجتماعي ”فايسبوك”. وتمكن ”ع. عبد الرحمن” و”ب. هيثم” و”ح. عبد الرحمن”، الجامعيون الثلاثة في تخصصات على التوالي تكنولوجيا، ولغات، وتسيير واقتصاد، من الالتحاق بالجماعات الإرهابية بسوريا، عبر تركيا، والمعبر الحدودي البري لأم الطبول، بولاية الطارف، باتجاه تونس، ثم تركيا، فسوريا، وقد أجروا عدة اتصالات هاتفية مع المدعو ”ن. بلقاسم”، عامل يومي، عثرت المصالح المختصة بحسابه الخاص ”فايسبوك”، على صور وفيديوهات تحريضية خاصة بتنظيم ”داعش”، أنكر أنه هو من قام بتحميلها. وأكد ”ن. بلقاسم” خلال التحقيقات أنه يعرف الشبان الثلاثة سالفي الذكر، لكنه نفى علمه التحاقهم بالجماعات الإرهابية بسوريا، مؤكدا أنه استخرج جواز سفر في 2014، بهدف السفر لتركيا للسياحة، وقد تحصل على تأشيرة صالحة لمدة ثلاثين يوما، غير أنه لم يسافر بسبب وفاة والده، مبرزا أنه لم تكن لديه نية للالتحاق بالتنظيم الإرهابي ”داعش”، وأشار إلى أن ”ب. هيثم” قبل مغادرته أرض الوطن كان يتبادل معه أطراف الحديث حول الأوضاع السائدة بالدول العربية، خاصة بالعراق وسوريا، مبديا تحمسه للالتحاق بالجماعات الإرهابية بالعراق وسوريا. وكان ”ن. بلقاسم” يتواصل عبر شبكة التواصل الاجتماعي ”فايسبوك”، مع ”هشام التركي”، أحد السوريين الذي أخطره بأن جزائريين كثيرين التحقوا بسوريا، مؤكدا له أنه لا يمكنه التواصل معه عبر المواقع في الجزائر، بسبب المراقبة الأمنية، كما علق ”ن. بلقاسم” عبر صفحة ”فايسبوك” على عبارة ”ب. هيثم”، التي تقول ”مضيت بعيدا ولن أعود”، ب”أراكم ذاهبين ولن تعودوا أكاد أصيح إخواني خذوني، فلست أطيق أعيش عيشا لا تراكم به عيوني”، فيما كتبت ”ب. هاجر” شقيقة ”ب. هيثم”، ”لقد تعاهدنا على السير معا، ثم أعجلت مجددا للذهاب”. وأنكر كل من ”ب. صهيب” متربص بمعهد الفنون المطبعية، و”ح. أسامة” طالب بزاوية مالك بن نبي بالأخضرية، ولاية البويرة، علمهما بأن الجامعيين الثلاثة التحقوا بالجماعات الإرهابية بسوريا أو أطلعوهم مسبقا بذلك، ولو كانا يعلمان لمنعوهم لمعارضتهما هذه الفكرة. وأوضح ”ب. صهيب” أنه من خلال حديثه مع ”ب. هيثم” فهم أنه متعاطف مع ما يسمى ب”تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام”، مؤكدا أن ”ب. هيثم” هو من قام بتحميل كتاب ”أحكام التكفير وضوابطه”، بذاكرة الوحدة المركزية لجهاز الإعلام الآلي الموجودة بمسكن عائلته. وأوضح أنه أبلغه بأنه غادر أرض الوطن باتجاه ألمانيا والتحق بعدها بتنظيم ”داعش”، بينما صرح ”ح. أسامة” أن ”ع. عبد الرحمن” مؤذن بمسجد ”حي البدر”، مضيفا أنه استخرج جواز سفر لأداء مناسك العمرة.