كشفت المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ عن تقارير سوداء بخصوص انعدام التدفئة في مختلف المؤسسات التربوية عبر الوطن، تزامنا مع موجة البرد التي تشهدها المناطق الشمالية والشرقية للبلاد، حيث قاطع التلاميذ مدارس الإنعاش منذ أسبوع مطالبين بحقهم في الدراسة تحت أسقف دافئة وتحولهم إلى كرة ترمى بن وزارة بن غبريت وأميار البلديات. اتهمت المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ على لسان رئيسها علي بن زينة في اتصال مع "البلاد" بتحويل الأموال التي خصصتها الحكومة للهيكلة المنظومة التربوية وتجهيزاها إلى جهات مجهولة، مطالبة الوزير الأول عبد المالك سلال بإنشاء ديوان وطني لتسير الخدمات المركزية ونزع الصلاحيات من أميار البلديات ووزارة التربية، لاسيما مشكل التدفئة التي تحولت إلى مشكل عويص حرمت آلاف التلاميذ الالتحاق بمقاعد الدراسة في أولى موجة برد قوية تضرب البلاد منذ بداية فصل الشتاء. وأكد المتحدث احتجاج الأولياء في عدة مناطق عبر الوطن لاسيما الشرقية منها بسبب أقسام التبريد لعدم توفرها على التدفئة، خاصة أن الرابطة الوطنية لحقوق الإنسان قد أصدرت مؤخرا تقريرا أسود حول انعدام التدفئة في المدارس، مضيفا أن المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ تصلها يوميا تقارير من الأولياء عن المشكل نفسه من مختلف ولايات الوطن، خاصة بالجهة الشرقية بميلة وسطيف وقسنطينة وأم البواڤي التي احتج فيها الأولياء. وأضاف بن زينة أن المشكل ليس في المؤسسات الابتدائية فقط التي توجه الوزارة الاتهام إلى أميار البلديات بحكم أنها مسيرة من طرفهم، ولكن المشكل ذاته مطروح في المؤسسات التربوية بالطورين المتوسط والثانوي في بومرداس وحمادي والبويرة والأخضرية وخميس الخشنة والعاصمة أيضا. تلاميذ في الكاليتوس وبراقي بالعاصمة دون تدفئة أضاف بن زينة أن تلاميذ ابتدائية "أسامر محمد"، الواقعة ببلدية الكاليتوس دون تدفئة بعد سرقة أجهزة التدفئة دون أن تتدخل السلطات، في ظل موجة البرد التي اجتاحت ولاية الجزائر العاصمة مؤخرا. أما ببراقي فأنابيب الغاز متروكة في الهواء الطلق دون أن يتم إيصالها إلى المدارس. ودعا المسؤول الجهات المعنية لرفع الغبن عن هذه المؤسسات بإيصالها بالغاز بدل ترك الأنابيب دون استغلال، خاصة ونحن في فصل الشتاء. معلمة بوهران تطرد تلميذة لاحتجاجها على البرد! كشف بن زينة أن إحدى المدارس بالغرب الجزائري في بوهران طردت معلمة تلميذة احتجت على اانعدام التدفئة لتجبرها على المكوث في الساحة عرضة للبرد وهو ما ادى الى احتجاج الاولياء الذين طالبوا بتدخل الوزيرة بن غبريت، كما تنعدم التدفئة في بعض مؤسسات المدية ومعسكر وتيزي وزو. 60 بالمائة من أجهزة التدفئة في المؤسسات التربوية لا تشتغل أضاف بن زينة أن 60 بالمائة من أجهزة التدفئة لاتعمل أصلا، مضيفا أن بعض المؤسسات التربوية بالشلف ووهران والخاصة بالطورين المتوسط الثانوي استعملت سياسة التقشف على حساب التلاميذ، حيث يحمون التلاميذ من التدفئة لتقليص الفواتير في الوقت الذي خصصت فيه الدولة ميزانية 30 مليار دينار لتوفير التدفئة بالمدارس إلا أن الأموال لا تعرف وجهتها وسط تحول أقسام جل المؤسسات التربوية بالقرى والمدارس إلى غرف تبريد، لتطالب منظمة أولياء التلاميذ بإنشاء ديوان وطني لتسيير المنشآت المدرسية وخدماتها وتسير أموالها من طرف الديوان أو الهيئة بدل تسيير الأموال من طرف مديري المؤسسات التربوية.