كشف الأمين العام لرابطة علماء ودعاة وأئمة دول الساحل، يوسف بلمهدي، أن بلدان الساحل طلبت تفاصيل عن التجربة الجزائرية في مجال "المصالحة الوطنية" لدراستها كآلية فعالة لمحاربة الإرهاب والتطرف العنيف. ورافع بلمهدي مطولا لصالح الخبرة التي اكتسبتها الحكومة الجزائرية بمختلف قطاعاتها الأمنية والعسكرية والقضائية والسياسية لإعادة إدماج الإرهابيين التائبين في الحياة الاجتماعية. وأكد المتحدث أن تجربة الجزائر في المصالحة الوطنية أصبحت "عنوانا للنجاح" في تحقيق الأمن والاستقرار وأن الجزائر أصبحت بالفعل "مثالا يحتذى به" في هذا المجال. وقال بلمهدي في تصريح نقلته وكالة الأنباء الجزائرية من أنجامينا أن "تجربة الجزائر في المصالحة الوطنية وفلسفة المجتمع الواحد المتماسك رغم الاختلافات الإيديولوجية واللغوية والعرقية التي بادرت بها الجزائر أصبحت اليوم عنوانا للنجاح في المحافل الدولية"، مؤكدا أن "الجزائر قدمت نموذجا يحتذى به في إفريقيا والعالم بهذا الخصوص". وأكد بلمهدي على الأهمية التي تحظى بها الورشة الخامسة لرابطة علماء ودعاة وأئمة دول الساحل التي تحتضنها العاصمة التشادية انجامينا يومي 24 و25 جانفي الجاري والتي تحمل عنوان "دور علماء الدين بمنطقة الساحل في مجال حماية الشباب من التطرف والتطرف العنيف"، خاصة في ظل الوضع الأمني الذي تعرفه المنطقة والعالم. وأوضح أن عمل الرابطة من خلال هذه الورشة "يتركز على تجديد آليات التعامل مع الأفكار الوافدة إلينا والتي في الغالب لا تتوافق مع مرجعيتنا الدينية وذلك بالرجوع إلى منابع الإسلام الصحيحة"، مبرزا دور علماء الدين ممثلين في أعضاء الرابطة الذين "يعدون فئة مرجعية من علماء ودعاة منطقة الساحل حيث يتقاسمون نفس التوجه والمرجعية الدينية". ويشارك في هذه الورشة ثلة من كبار الأئمة والدعاة وعلماء الدين والمرشدين يمثلون الدول الأعضاء في الرابطة وهي الجزائر، موريتانيا، مالي، نيجيريا، النيجر، بوركينا فاسو وتشاد بالإضافة إلى ثلاث دول ملاحظة في إطار مسار نواكشوط وهي كوت ديفوار، السنغال وجمهورية غينيا فضلا عن ممثلين لمنظمات إقليمية وجامعيين وفاعلين في المجال الثقافي المحلي. وسيعكف المشاركون على مناقشة وبحث عدد من المحاور أبرزها مسألة استخدام التكنولوجيات الجديدة للإعلام والاتصال من طرف الأئمة والدعاة من أجل تعزيز الخطاب الوعظي والإرشادي، وذلك بهدف "ترسيخ قيم التسامح والتبادل لدى فئة الشباب، بما يساهم في ترقية السلم والمصالحة والاستقرار في منطقة الساحل وإفريقيا عموما".