من المنتظر إن يعود كزافييه دريانكور إلى منصبه كسفير لفرنسابالجزائر بداية من جوان المقبل، حيث حصل الدبلوماسي الفرنسي على الاعتماد من السلطات الجزائرية سفيرا فوق العادة نهاية فيفري المنصرم بعدما تم تعيينه من قبل مجلس الوزراء بداية نفس الشهر. الدبلوماسي الفرنسي الذي يشغل حاليا منصب المفتش العام للخارجية الفرنسية يعد من العرافين بالملف الجزائري ومن الحالات النادرة التي يعود فيها نفس الشخص إلى نفس المنصب بعد سنوات من ذهابه، وهو نفس ما حدث مع هوبرت كولن ديفيرديار الذي عين في منصب سفير في 2000 ثم حول إلى الأمانة العامة للخارجية الفرنسية قبل أن يعود إلى الجزائر مجددا في 2004. وأشارت مصادر إعلامية عن مصدر دبلوماسي جزائري أمس، إلى أن طلب اعتماد كزافييه دريانكور، 63 سنة، في منصب سفير فوق العادة للجمهورية الفرنسية في الجزائر لقي موافقة وترحيبا من الجزائر رغم أن هذه الأخيرة لم تطلب عودته، واعتبرت المصادر أن سرعة منح الدبلوماسي الفرنسي الاعتماد من الخارجية الجزائرية دليل على ذلك، حيث عرف عن كزافييه دريانكور علاقاته الجيدة من المسؤولين السياسيين والفاعلين الاقتصاديين والمجتمع المدني في الجزائر وهي الميزة التي يفتقرها السفير الحالي برنار ايمي، وسيكون لخبرة كزافييه دريانكور في منصب سفير فرنسا في الجزائر دور كبير في تحسين تسيير الملفات الثنائية بعدما شغل المنصب في الفترة الممتدة من 2008 إلى 2012. وتحتاج العلاقات الجزائرية الفرنسية التي تتميز بالاستثناء والحساسية عن غيرها من العلاقات الدولية، إلى خبرة وحنكة دبلوماسية لتفادي التشجنات التي غالبا ما تعيد جهود تحسين العلاقات والرقي بها إلى نقطة الصفر خاصة ما تعلق بملفات الذاكرة التاريخية، وكان كاتب الدولة المكلف بالشؤون الأوروبية بالجمعية الفرنسية هارلم ديزير قد أكد مؤخرا أن الرهان القائم في العلاقات الجزائرية الفرنسية يقوم حاليا على "سلام الذاكرة" رغم الماضي الاستعماري "العنيف والمأساوي"، واعتبر أن تعزيز التعاون مع الجزائر كشريك اقتصادي وسياسي مهم لفرنسا في جميع المجالات سيمكن الطرفين من المساهمة في تجسيد سلام الذاكرة وتركيز الجهود على العلاقة الضرورية للبلدين. وفي سياق تحريك العلاقات الثنائية نحو الأفضل، يقوم رئيس الوزراء الفرنسي برنار كازنوف بداية من اليوم بزيارة رسمية إلى الجزائر تناقش فيها السياسة والاقتصاد وغيره من الملفات الثنائية.