تفعيل 100 مركز مراقبة متقدم على الشريط الحدودي الشرقي حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيرش، من قيام عناصر من تنظيم "الدولة الإسلامية" الفارين من ليبيا بتشكيل خلايا جديدة في الجزائر وتونس. وأعرب غوتيرش في رسالة لأعضاء مجلس الأمن عن قلقه من أن "الضغوط التي تُمارس مؤخرا على تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا قد تحمل عناصره بمن فيهم المقاتلين الأجانب، على نقل مواقعهم وإعادة التجمع في خلايا أصغر وأكثر انتشارا جغرافيا، عبر ليبيا وفي الدول المجاورة". وعزز الجيش الجزائري في الأيام الماضية من تواجده بالحدود مع ليبيا ببناء 100 مركز مراقبة متقدم. وتعتبر الجزائر نفسها من أكثر المتضررين من تدخل حلف شمال الأطلسي عسكريا في ليبيا عام 2011، فالجيش يعتقل دوريا إرهابيين بالحدود ويحتجز أسلحة مهربة من ليبيا. وتوحي التعزيزات الأمنية وانتشار الجيش بالمناطق الجنوبية بأن السلطات تتوقع الأسوأ في المستقبل نظرا إلى استمرار تدهور الوضع في ليبيا وعجز فرقاء الأزمة عن إيجاد حل سياسي. وحذر الأمين العام للأمم المتحدة من تفاقم الوضع بالمناطق الليبية التي يسيطر عليها تنظيم "داعش" الإرهابي. ونقلت وكالة "اسوشيتد برس" جزءا من رسالة الأمين العام للأمم المتحدة موجهة لأعضاء مجلس الأمن جاء فيها ".. على الرغم من أن تنظيم "داعش" الإرهابي لم يعد يسيطر على ليبيا، لكن هناك تحركات نشيطة لعناصر من تنظيم "داعش" الإرهابي على الأراضي الليبية، وهم مسؤولون عن سلسلة من الهجمات في مناطق مختلفة". وأعرب غوتيرش عن قلقه إزاء تصاعد الأعمال العدائية من جديد على الأراضي الليبية مع ما تحمله من مخاوف لتمدد دائرة الإرهاب إلى البلدان المجاورة لليبيا والغموض السياسي الذي يعمُّ البلاد، محذراً من عودة الوضع إلى ما كان علية سابقاً. وكانت الأممالمتحدة قد أعدت تقريرا سريا سلم أيضا إلى مجلس الأمن وأكد أن "الضغوط التي تمارس مؤخرا على تنظيم داعش في ليبيا قد تحمل عناصره بمن فيهم المقاتلون الأجانب، على نقل مواقعهم وإعادة التجمع في خلايا أصغر وأكثر انتشارا جغرافيا، عبر ليبيا وفي الدول المجاورة". وحسب التقرير، هناك ألفان إلى خمسة آلاف مقاتل من تنظيم داعش ينحدرون من ليبيا وتونس والجزائر ومصر، وكذلك من مالي والمغرب وموريتانيا، موجودون في سرت وطرابلس ودرنة. وأشار التقرير أيضا إلى أن عشرات المقاتلين التونسيين عادوا إلى بلادهم، وفي نيتهم تنفيذ اعتداءات. كما ذكر نفس التقرير أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب، الناشط في مالي وكامل منطقة الساحل، ما زال يحصل على أسلحة وذخائر من ليبيا. وأشار التقرير أيضا إلى أن الجزائري مختار بلمختار، زعيم جماعة "المرابطون"، الناشطة في منطقة الساحل، ينتقل بسهولة إلى ليبيا، مما يعني أن الضربات الجوية الأمريكية التي تبقى نتائجها محدودة، ستجعل من الحدود الجزائرية الليبية ملتهبة وستزيد من استنزاف قدرات الجيش الجزائري الذي يراقب حدودا مترامية الأطراف، تسعى العناصر الإرهابية بمعية مهربي السلاح وتجار المخدرات إلى عبورها هروبا من طائرات البنتاغون في ليبيا.