سجلت العيادة المركزية للمحروقين "بيار وكلودين شولي" بباستور بالجزائر العاصمة، أزيد من 180 حالة حروق خلال الأسبوعين الأوليين من شهر رمضان. وتمثلت حصة الأسد التي قدرت ب84 بالمائة راح ضحيتها الأطفال والرضع محروقين بسبب الشربة والطابونة والزيت الساخن. وتبلغ حالات الحروق ذروتها خلال شهر رمضان، حيث كشفت الأرقام أن ضحيتها بالدرجة الأولى الأطفال والرضّع، لاسيما خلال الدقائق الأخيرة قبل الإفطار خاصة مع انهماك ربات البيوت في إعداد الأطباق الرمضانية وهي الفترة التي "تنقص فيها اليقظة" . وكشف المختص بالمؤسسة الاستشفائية الاستعجالية الدكتور وافق رشيد، أن عدد حالات الحروق التي استقبلتها ذات العيادة خلال الخمسة عشر يوما من شهر رمضان بلغ 181 حالة، منها 151 طفلا تتراوح أعمارهم ما بين شهرين و15 عاما من مختلف ولايات الوطن يوجد 10 منهم في حالة خطيرة، مفيدا أن نسبة تعرض الأطفال إلى الحرق من بينهم الرضّع تبقى مرتفعة. وأفاد الطبيب "أن أغلب الحالات جاءت نتيجة انشغال أفراد العائلة بتحضير المائدة وتسجل خلال هذه الفترة أغلب الحوادث المنزلية من بينها الحروق التي تسجل عادة على مستوى الرأس والوجه والصدر والأعضاء السفلية والعلوية والظهر يتم التكفل بها حسب درجة عمقها ومساحتها" . وأشار في السياق إلى "أن حروقا أخرى لا تقل خطورة عن الحروق التي تسببها السوائل كالزيت والماء الساخن، كغاز البوتان غالبا ما تذهب ضحيته أسر بكاملها، إلى جانب التشوهات وكذا الحروق بسبب التيار الكهربائي ذي الضغط العالي التي تؤدي إلى البتر". وحسب الإحصائيات المقدمة فقد تراجعت عدد حالات الحروق مقارنة مع نفس الفترة من رمضان السنة الفارطة، حيث انخفض العدد من 255 حالة إلى 180 حالة، وهو "مؤشر إيجابي" على نجاعة التوعية والتحسيس بخطورة الحوادث المنزلية كما اعتبره الدكتور وافق. وأشار المصدر إلى أن عيادة باستور تعد المؤسسة الوحيدة المتخصصة على المستوى الوطني في التكفل بحروق الأطفال، حيث تستقبل أزيد من 6000 حالة سنويا من بينها حالات في "منتهى الخطورة" تسببت في عملية بتر للأعضاء، ناهيك عن طول قائمة الانتظار للاستفادة من الجراحة الترميمية تمتد إلى غاية 2020. ودعا الدكتور وافق جميع الأشخاص الذين يتعرضون إلى شتى أنواع الحروق، إلى وضع مكان الإصابة بالحروق تحت ماء الحنفية مباشرة لمدة 15 دقيقة وذلك للتخفيف من حدة الألم وتفادي استخدام معجون الأسنان كما هو دارج لدى عامة الناس لأنه يزيد من درجة الإصابة وذلك في انتظار الانتقال إلى مصالح الاستعجالات.