علمت "البلاد" من مصادر موثوقة أن رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري، أطلق مبادرة لمّ الشمل أو "المصالحة" مع ما يسمى بالجيل القديم داخل الحركة لتجاوز الخلافات القديمة التي أعاقت النهج الذي رسخه رئيس حركة حمس الراحل الشيخ محفوظ نحناح، وهي المبادرة التي خطط مقري لتجسيدها خلال المؤتمر الجامع بين أبناء الحركة التاريخية لكل من جبهة التغيير وحركة "حمس". وفي السياق ذاته، زارت "البلاد" الشيخ بوجمعة عياد أحد أبرز القياديين المنسحبين من حركة مجتمع السلم سنة 1994، بعد خلاف في التوجهات، آنذاك، مع رفيق دربه الراحل محفوظ نحناح، حيث تأكدت من وجود اسمه في القائمة الموسعة ل42 شخصية فيهم الشيوخ والشباب، وتعتبر "قائمة لمّ الشمل" أو "قائمة المصالحة"، ويوجد من ضمنهم قياديون تحفظوا عن ذكر أسمائهم. وقد رحب بوجمعة عياد بالفكرة التي تلقاها مباشرة من رئيس الحركة عبد الرزاق مقري، الذي زاره، في مستشفى مصطفى باشا الجامعي حيث يعالج من وعكة صحية لازمته، وقال عياد "أرحب بالفكرة في سياقها الشرعي، وجاءت من أجل المصالحة"، مضيفا "من يعارضها أو يرفضها أقل ما يقال أنه غير متوازن"، واعتبر أنها "تراود القدامى من زمان ونعمل من أجلها حتى مع الشيخ محفوظ نحناح كدنا نصل كم من مرة، وكذلك مع أبو جرة سلطاني، ومحاولات أخرى حتى مع عبد الرزاق مقري في بداية توليه رئاسة الحركة". وأوضح المتحدث "هذه المرة جاءت من طرف رئيس الحركة الذي اتصل بي وزارني أول أمس في المستشفى وطرح عليّ الفكرة"، مثمنا محاولة جمع الصف بين الإسلاميين أو غير الإسلاميين لمصلحة الجزائر. كما شجع عياد المضي في هذه الخطوة، قائلا: "الصلح خير.. ولا تنسوا الفضل بينكم"، واعتبر أن الاندماج بين التغيير وحمس "يحتاج لخطوات أخرى بين أبناء مدرسة الوسطية والاعتدال ومع المجتمع لأنه هو الحاضن". ووجه بوجمعة عياد نداء لأبناء المشروع حيثما كانوا ليتجاوبوا مع المستجدات، معتبرا أن السعي وراء الصلح كان مطلبه منذ سنة 1994 من القرن الماضي، موضحا "بالنسبة لي هي قضية مبدأ لم يتغير أبدا، والدليل على ذلك المساعي التي قمت بها مرات عديدة، ولن نتوقف عن العمل مهما كانت العوائق". وفي رده على سؤال إن كان المسعى مرتبطا بالرئاسيات المقبلة، أجاب عياد "المستجدات هي التي تفتح المحاور والمحطات، فكل مدرسة أو تيار تسعى لتحقيق مصالحها وخاصة في هذه المرحلة، فالجزائر تنادي أبناءها حيثما كانوا ليتحركوا ويبعدوا عنها ما يهددها، حتى الوطنيين واليساريين فلا حرج في ذلك". وأفاد المتحدث بأنه لا يعلم كيف تم اقتراح الأسماء وإن كان قد تم الاتصال بهم أم لا؟ لكنه أوضح أن البعض لم يصله الخبر بعد، وهم مقترحون لحضور المؤتمر هذا السبت، مضيفا "يبدو لي أن العدد المطلوب يفوق العشرات لحصول مصالحة شاملة، لكن من جانبي لدي أسماء سأقترحها لا تفوق العشرة".