ألغت المئات من الوكالات السياحية الاجنبية من اجندتها رحلات نحو الصحراء الجزائرية على غرار جنات وتمنراست والاهقار، متحججة بالاوضاع الجيوسياسة وكذا بعد غلق عدة مسالك نحو بعض المناطق السياحية مؤخرا ما دفع بها لتغيير وجهتها نحو الصحري والواحات الموجودة ببلدان تحد الجزائر على غرار المغرب وتونس والتشاد. وفي الوقت الذي تدعو الحكومة لإنعاش قطاعات اقتصادية خارج المحروقات، لا تزال السياحة عامة والسياحة الصحراوية خاصة تعاني انعكاسات الأوضاع الأمنية التي تشهدها دول الجوار على غرار ليبيا، مالي والنيجر. ورغم التقرير العالمية حول الوضعية الامنية للجزائر التي صنفت ضمن الدول الأكثر أمانا في العالم، حسب تقرير للمعهد الأمريكي "غالوب" إلا أن ازيد من 200 وكالة سياحية اجنبية الغت رحلات سياحها نحو الجزائر. وحسب التقرير الامريكي فإن الجزائر احتلت المرتبة السابعة في تصنيف الدول الأكثر أمانا في العالم لسنة 2017، بنتيجة 90 من مجموع المئة، صنفت الجزائر ضمن البلدان العشرة الأولى التي يشعر فيها السكان بالأمان، حسب مؤشر"غالوب" للقانون والنظام الذي يقيس الشعور بالأمان على المستوى الشخصي، وكذا الخبرات الشخصية المتعلقة بالجريمة وتطبيق القوانين، بينما جاءت سنغافورة على رأس القائمة. وتصدرت الجزائر دول إفريقيا، بإحرازها 84 نقطة من أصل المئة، فيما احتل المغرب المرتبة ال43 في التصنيف العالمي، وتونس المرتبة ال79، في حين ليبيا لا تظهر في القائمة. ورغم هذه التقرير إلا أن معظم الوكالات السياحية التي تختص في السياحة الصحراوية اكدت أن العراقيل لا تزال تضرب السياحة في الجزائر سواء من حيث التشديدات الأمنية التي تعرفها بعض المناطق الصحراوية التي اصبحت تنفر السياح وتعكس انطباعا سيئا حولها، لا سيما في الاشهر الاخيرة، حيث اضطرت الوكالات السياحية الاجنبية أو المحلية لإلغاء برامجها نظرا لغلق المسالك المؤدية للمناطق المصنفة عالميا كمحميات، بالإضافة إلى عدم تعويض السياح الذين قاموا ببرمجة رحلاتهم نحو الصحراء ما كبد تلك الوكالات اموالا إضافية، الامر الذي اجبرها على إقصاء الصحراء من برامجها السنوية وهذا ما يضر بالاقتصاد الوطني وبصورة الصحراء الكبرى.