أفادت وزارة الطاقة والمناجم، في بيان لها أمس، عن زيارة وزيرة الطاقة والمعادن والماء والبيئة المغربية إلى الجزائر، وهي الزيارة التي تنطلق اليوم وتعد الأولى لمسؤول مغربي منذ سنة 2005 تاريخ إلغاء الرباط لزيارة كانت مرتقبة لرئيس الحكومة وقتها أحمد أويحيى بسبب ملف قضية الصحراء الغربية. وقال بيان وزارة الطاقة والمناجم إن زيارة أمينة خضرة الوزيرة المغربية للطاقة التي تدوم يومين، ستتيح لها مناقشة ملفات التعاون في مجال الطاقة بين البلدين خلال محادثات ستجريها مع وزير الطاقة والمناجم يوسف يوسفي. ومن المقرر، حسب البيان، أن تقوم المسؤولة المغربية بزيارة كل من منطقتي حاسي الرمل وغرداية. وتأتي زيارة المسؤولة المغربية أياما فقط بعد كشف الطيب الفاسي الفهري وزير الخارجية المغربي النقاب عن وجود اتصالات بين الرباطوالجزائر على مستوى عال من أجل فتح الحدود، ويبدو أن زيارة الوزيرة دليل على عودة الدفء للعلاقات الثنائية بين البلدين. وقال الفهري ''هناك قنوات للتواصل مع الجزائر، ونحن الآن على استعداد لاستقبال أعضاء الحكومة الجزائرية كبداية''، مضيفا ''خصوصا أن هناك إرادة من الجانبين لتبادل الزيارة على مستوى الحكومتين قريبا''. ولم يستبعد المتتبعون للعلاقات المغربية الجزائرية، إمكانية إعادة النظر في الموقف من موضوع إعادة فتح الحدود بين البلدين، خصوصا في ظل التغيرات المتسارعة التي تشهدها المنطقة العربية، مما يستوجب حسب هؤلاء المراقبين إعادة إحياء العلاقات الثنائية. وكانت الحدود المغربية الجزائرية قد أغلقت في صيف ,1994 في سياق رد الجزائر على قرار الرباط فرض تأشيرات دخول على جميع الجزائريين، عقب مهاجمة حافلة للسياح في ساحة فندق ''أطلس أسني'' في مراكش، حيث اتضح أن المهاجمين الذين لم تعرف دوافعهم آنذاك هم فرنسيون من أصول مغربية. وكان وزير الخارجية مراد مدلسي قد أعلن قبل أسبوع عن وجود مبادرة سياسية تهدف إلى خلق جو إيجابي جديد يساهم في تفعيل وتنشيط علاقات التعاون الاقتصادي والاجتماعي بين البلدين . وأكد مدلسي أن هذه المبادرة تتضمن قيام ثلاثة وزراء بزيارة البلدين لمناقشة الطرق الكفيلة بإعطاء ديناميكية جديدة للتعاون الثنائي في مجالات حساسة منها على وجه الخصوص الطاقة والفلاحة، وستتولد عنها خطوة إيجابية في المستقبل القريب.