35 سيارة تدخل مركز معالجة السيارات بباب الزوار يوميا مشروع الكربون الأخضر علامة تجارية جزائرية 7 مراكز عبر الوطن من المنتظر أن تحمي البيئة وتوفر 1400 منصب شغل
يأتي مشروع الكربون الأخضر، في ظل صعوبة الاستثمار والإحباط الذي يعانيه أغلب الشباب في إيجاد فرص عمل أو أفكار مشاريع جديدة تخدم تطلعاتهم وتدفع بعجلة التنمية، خاصة في ظل المجهودات التي تبذلها الدولة من أجل إيجاد بدائل عن البترول لتحقيق الرفاه والسعادة الاجتماعية. ويعتبر المختصون أن التكفل بالبيئة له عوائد اقتصادية وصحية هامة، وهذا هو المفهوم الفعلي لخدمة الصالح العام وتعبئة قدرات شبابنا في مسارات التنمية من خلال استثمار مواهبهم وحراكهم في مشاريع بيئية مبتكرة وناشئة وذات عوائد هامة على المستويين الفردي والجماعي. تحصي الجزائر 8.3 مليون مركبة ضمن حظيرة السيارات، 62 بالمائة منها عبارة عن سيارات سياحية، أي ما يمثل معدل سيارة واحدة لكل سبعة مواطنين- حسب آخر إحصائيات وزير النقل السابق، بوجمعة طلعي- 53 بالمائة من هذه الحظيرة لها متوسط عمر دون 10 سنوات بينما 37 بالمائة منها يفوق 20 سنة. وبالعاصمة فقط يتنقل ما يقارب 1.6 مليون سيارة عبر طرقاتها يوميا، 66 بالمائة منها سيارات تعمل بالبنزين، و34 بالمائة سيارات تعمل بالمازوت وهو ما يؤدي إلى انبعاث نسبة تلوث كبيرة في الجو، حيث دقت منظمة صحة العالمية ناقوس الخطر بإعلانها عام 2016 أن نسبة التلوث بالعاصمة الجزائرية بلغت 20 بالمائة. ويتسبب تلوث السيارات - الذي يشكل أحد أبرز عوامل الإصابة بسرطان الدم - في إصابة الأطفال بما نسبته 14 بالمائة من أمراض الحساسية. ولهذا فإن حماية المحيط من التلوث الذي تحدثه السيارات يعتبر أولوية في الوقت الحاضر، حيث ينادي الأخصائيون بضرورة وجود إستراتيجية واضحة لحماية البيئة من هذا التلوث، ولأن الأمر يتعلق بحريات شخصية في اقتناء السيارات، فإن المهمة تصبح أصعب مع مرور الوقت. مشاريع "لونساج" فتحت الآفاق للعديد من الشباب لتطبيق أفكارهم على أرض الواقع ومشروع الكربون الأخضر أو ما يعرف ب" Green carbon" هو أحد تلك المشاريع الطموحة، حيث يعد أول مشروع في الجزائر، يهدف إلى حماية البيئة من تلوث السيارات وحماية السائقين من الأخطار التي قد يسببها تلف قطع الغيار، بالإضافة إلى حماية صحة الأشخاص في المرتبة الأولى. ولاقى هذا المشروع ترحيبا من قبل السلطات المحلية منذ بدايته في نوفمبر 2016، حيث شجعه مراد زمالي، وزير العمل حاليا عندما كان مديرا عاما للوكالة لدعم تشغيل الشباب"أونساج"، بقوله "إن مشروع غرين كاربون يحمي المحيط ويعطي إضافة إيكولوجية كبيرة"، ويمنح هذا المشروع إضافة اقتصادية معتبرة، لأن هدف المشروع تشغيل 1400 شاب والتعامل مع المؤسسات المصغرة، حيث تعهد هذا المسؤول آنذاك بتشجيع صاحب المشروع ومرافقته. وللوقوف على حقيقة المشروع على أرض الواقع والتحديات التي تطاله، فقد زارت "البلاد " مركز "غرين كاربون" وراقبت مختلف عمليات نزع الرواسب عن كثب، حيث لاحظنا انطباعات إيجابية من الزبائن وإرادة قوية من طرف الشباب العامل على هذا المشروع بهدف توسيع النشاط وحماية المحيط من التلوث الذي باتت تسببه السيارات.
مشروع الكربون الأخضر.. علامة تجارية جزائرية علامة الكربون الأخضر (صديق البيئة) مسجلة كعلامة تجارية جزائرية، وهي علامة متخصصة ذات امتيازات في مراكز تنظيف المحركات من الرواسب لمركبات الخواص، ذات الاسطوانات الصغيرة والكبيرة لجميع الفئات، إضافة إلى المركبات النفعية وجميع أنواع الآليات. تم تأسيسها من طرف شاب جزائري يدعى بوهلال رفيق، وهي تمتلك اليوم 7 مراكز عبر البلاد، وتطمح لبلوغ 325 مركزا في جميع أنحاء الجزائر. علما أن محطات تنظيف المحركات من الرواسب وجميع العتاد الآخر المستخدم لدى كربون غرين تم اعتماده، كما يتم استخدامه وصيانته حسب المعايير التي يلتزم بها الصانع، ولذلك لا تفقد المركبات الخاضعة للضمان حقوقها في هذا الضمان عند قيامها بتنظيف محركاتها من الرواسب لدى غرين كربون. المركز الرئيسي لهذا المشروع يقع بباب الزوار بالجزائر العاصمة، مزود بالأكياس ومعدات إخراج الدخان من المركز، حيث تتم إزالة الرواسب Décalaminage وهي عملية إزالة الكلامي (Calaminee) الرواسب العالقة على أجزاء محرك الاحتراق والناتجة عن احتراق الوقود، ما يؤدي إلى توسخه، حيث تتسبب مجموعة من العوامل في تشكل هذه الرواسب داخل محرك السيارة، على غرار التنقلات المتكررة لمسافات قصيرة (داخل المدينة مثلا)، أسلوب القيادة البطيء وعدم التسارع، القيادة البيئية، لكن يبقى العامل الأهم هو نوعية الوقود ونقاوته، حيث يعتبر هذا العامل السبب الرئيسي في الجزائر، ولهذا فتقنية تنظيف المحرك من الرواسب باستعمال الهيدروجين تعتبر تجربة أولى في الجزائر ويعد المشروع رائدا في ذلك. مشروع يحمل فائدة صحية واقتصادية للمجتمع يوفر المشروع الأول من نوعه بالجزائر عدة مزايا للاقتصاد الوطني، فتكمن فائدته في أنه اقتصادي للزبون من حيث البنزين وعمليات الصيانة، وتعتبر قيمة إضافية للبلاد، كما يخلق هذا المشروع مناصب شغل تقدر ب1400 منصب، حيث تم افتتاح في 3 فيفري 2017 مركزين بقسنطينة مركز ببجاية واخر بسطيف ومركزين بالعاصمة، تيارت، عنابة وتيبازة ، ويحمل المشروع في طياته هدفان أساسيان: جانب خاص يتعلق بحماية الزبائن من الحوادث وتوفير قطع الغيار، لكون عملية إزالة الرواسب من المحرك تؤدي إلى حماية قطع الغيار من التلف على المدى القريب والبعيد. ويتعلق الجانب الآخر بالمستقبل البيئي في الجزائر، حيث تعتبر نزع الترسبات عملية وقائية، حيث يمكن للإحصاءات المقدمة من طرف المركز، لصالح وزارة البيئة أن تساهم في إحصاء عدد السيارات التي تحدث تلوثا وبالتالي فهي معطيات مجانية يمكن أن تبني قاعدة بيانات قوية تساعد في تدارك الوضع البيئي في الجزائر والحفاظ على المحيط. وتمكن هذه الإحصاءات الدولة من رسم سياستها في ما يخص مصانع تركيب السيارات وقطع الغيار لرفع الجودة والتقليل من الأخطاء المرتكبة.
"التعامل مع الشباب من أولوياتنا وشعارنا صنع في الجزائر" من منطلق دعم الشباب ليصبحوا هم كذلك مستثمرين وليسوا عمال وفقط، فقد حرص صاحب الفكرة على أن تكون 70 بالمائة للخواص و30 بالمائة للشباب، عند بداية المشروع، حيث يفكر صاحبه باستراتيجية خاصة في التعامل مع الشباب عبر تسهيل الطريق للكفاءات الوطنية ومنحها الفرصة لتكون "أصحاب مشاريع ". كما يركز صاحب المشروع على ضرورة التعامل مع الشباب أصحاب مشاريع "أونساج"، فمثلا البرمجيات التي تعمل بها أجهزة الكمبيوتر، من صنع جزائري ، قدمتها شركة "أو سي جي سي أر ما" ecj crm ، والتي تملك خبرة تفوق 15 سنة وكل عمالها شباب، هو الحال بالنسبة لتعامل المركز في مختلف الاحتياجات الأخرى، فمثلا الأثاث يتم التعامل مع مؤسسات "أونساج" enseje في هذا الميدان، الدهان ومؤسسات البناء، وكل ما يخص المؤسسات الشبابية التي تعمل باحترافية ومهنية.
استخدام الهيدروجين أساس ومبدأ تنظيف المحرك من الرواسب يتم تنظيف المحرك من الرواسب باستخدام الهيدروجين بفضل محطة تنظيف المحرك من الرواسب دون الحاجة لأي تدخل ميكانيكي، تنتج المحطة وتضخ الهيدروجين الفعال على مستوى منفذ الهواء، ليتم سحبه من طرف المحرك في حالة التشغيل، ثم يعبر مختلف أجزاء المحرك، حيث يتم الاحتراق، وخلال ذلك تتم عملية التنظيف. تتكون محطة تنظيف المحرك من الرواسب باستخدام الهيدروجين من عدة عناصر، منها أنبوب الغاز الذي يفضل وضعه بعد خرطوشة مصفي الهواء، مقياس التدفق القادر على قياس كمية الهواء المسحوب من طرف المحرك طوال مدة العملية وخلال العملية، كما يحرص تقنيو كربون غرين، على إدخال أنبوب الهيدروجين جيدا في خرطوم الدخول لتجاوز نقطة التقاء المتنفس، دون المساس بمراوح التوربو. يمكن فك المتنفس خلال العملية التي تتم بإدخال أنبوب الهيدروجين من جهة الدخول، ما يسمح بتجنب فك علبة الهواء، ولذلك يتخذ التقنيون الاحتياط اللازم بوضع منشفة على مخرج المتنفس من جهة المحرك لمنع اتساخ المحرك ببخار الزيت. وتختلف مدة تنظيف المحرك من الرواسب حسب نوع المحرك واسطواناته، وعادة ما تستغرق العملية مدة ساعة واحدة، ويمكن أن تصل إلى ثلاث ساعات على المحركات الكبيرة لحافلات النقل وشاحنات الوزن الثقيل.
أضرار الرواسب على البيئة يوصي الخبراء بالقيام بتنظيف المحرك من الرواسب كل 30.000 كلم، بالنسبة للسيارات التي تعمل بالبنزين وكل 20.000 كلم، بالنسبة للسيارات التي تعمل بالمازوت، لأن المازوت يلوث البيئة أكثر وبسرعة اكبر من البنزين. ولفهم العملية فالكلامين هو عبارة عن تراكم للمحروقات غير محترقة التي تتجمع وتتصلب بسبب الحرارة لتكون رواسب كربونية على جدران المحرك. ويظهر هذا التراكم بسبب عملية الاحتراق غير المكتملة، وجود زيت في الاحتراق، وجود نظام إعادة تسيير غاز العادم، ويؤدي تراكم الكلامين إلى الإضرار بوظيفة عمل المحرك والذي يظهر خاصة في فقدان القوة، دخان أسود، تآكل المكابس وغرفة القبول، وتظهر هذه الأعراض خاصة عندما نقوم بتنقلات متكررة لمسافات قصيرة (داخل المدينة مثلا)، أسلوب قيادة بطيء، قيادة بيئية، استعمال وقود من نوعية سيئة.
5 مراحل تمر بها كل سيارة تدخل مركز "غرين كربون" تمر عملية تنظيف المحرك من الرواسب عبر خمسة مراحل قياس نسبة التلوث قبل المعالجة، مرور السيارة عبر "السكانير" قبل المعالجة، القيام بعملية تنظيف المحرك من الرواسب، المرور عبر "السكانير" بعد المعالجة، قياس نسبة التلوث بعد المعالجة، وعند نهاية كل مرحلة يتم طبع تقرير وتسليمه مع الفاتورة للزبون. بعد انتهاء العملية يجرب الزبون نتائج هذه العملية، حيث يلاحظ الفرق الشاسع، فبمجرد ملامسة مقود السيارة، ينخفض صوت المحرك بشكل محسوس، مع ملاحظة ارتفاع وتيرة القيادة أكثر، وتقترح "غرين كربون" خدمتها لتنظيف محركات السيارات من الرواسب باستخدام الهيدروجين ابتداء من 6900 دج شامل كل الرسوم، حيث يختلف السعر حسب نوع السيارة. صاحب مشروع "غرين كاربون" بوهلال رفيق ل "البلاد": سأشارك بالمشروع في المحافل الدولية لبيع العلامة التجارية
* نزع الترسبات للسيارات المجهزة لذوي الاحتياجات الخاصة مجاني طوال السنة حاورت "البلاد" صاحب المشروع وتعرفت على مختلف الجوانب التي يعالجها المشروع والقيمة التقنية والبيئية التي يحملها لفائدة المجتمع. كما اكتشفت مساهمته في جلب كفاءات المعهد الوطني لواد السمار لاختيار الأوائل في الدفعة المتخرجة من تقنيين سامين في صيانة السيارات السياحية ومتابعته لهم لمدة 5 سنوات لتكون لهم المعلومات الكاملة عن تفاصيل المشروع، ويصبحوا بدورهم مستثمرين. حاوراه: بلقاسم ع/ سعاد بوربيع
من هورفيق بوهلال؟ وكيف كانت بداية الفكرة؟ هو شاب جزائري بسيط وطموح، عمري 39 سنة متخرج من جامعة الخروبة بالعاصمة، دارس لشهادة ماستر في الاقتصاد، عملت كإطار سامي في تطوير الشبكات مختصة في تصليح سريع للسيارات، قسم مصالح ما بعد البيع، وذلك لما كنت اعمل خارج الوطن، عملت 10 سنوات بفرنسا و3 سنوات بإفريقيا. بدأت القصة حين بدأت تقنية جديدة تظهر في فرنسا وهي استعمال آلات تولد الهيدروجين النشط وتبعثه داخل المحركات من أجل نزع الترسبات دون تغيير قطع الغيار ولم أكن مجرد تاجر بيع فقد كنت مهتما بهذا المشروع، وحين درست المشروع جيدا وأدركت مدى أهميته، فكرت أن استثمر فيه في بلادي لذلك توقفت عن العمل لمدة 18 شهرا وأردت تكوين مركز كامل لكيفية تطوير المشروع وتقديم قيمة مضافة له، فبدأت العمل في نوفمبر 2016، حيث أنشأت مركز نزع الترسبات بباب الزوار. قمت بمزج آلات لقياس نسبة التلوث قبل تقديم الخدمة وبعدها وتقدم هذه الإحصائية للزبون ليتابع نسبة التلوث في سيارته، وفكرت أنها مهمة جدا إذا تم تقديم هذه الإحصائيات العامة للسيارات لوزارة الموارد المائية والبيئة ولوزارة النقل وأيضا للمؤسسة الوطنية للمراقبة التقنية وهي عبارة عن إحصائيات ثمينة جدا.
بالحديث عن تلوث السيارات، كم معدل عمر السيارات التي تتسبب في ذلك؟ 12 سنة هي المدة التي يمكن أن تحتملها السيارة، لكن نسبة التلوث تختلف من نوع إلى آخر، حسب نوع الوقود الذي تستعمله والوتيرة التي سارت بها، ففي السنة المنصرمة كشفت المنظمة الوطنية للصحة العالمية أن نسبة التلوث بالعاصمة وصلت إلى 20 بالمائة، حيث تصيب 14 بالمائة بأمراض الحساسية منهم الأطفال.
كيف بدأت المشروع؟ وهل واجهتم صعوبة في توفير العتاد اللازم؟ العتاد الذي نعمل به ذو جودة عالية، حيث نجلب الهيدروجين من فرنسا، ما قيمته 9000 أورو، نستعمله لمدة 24 شهرا. وينقسم العتاد إلى نوعين حسب وظيفته: عتاد لقياس نسبة التلوث في محركات السيارات، وأكياس يتم صناعتها في مركز نزع الترسبات بباب الزوار بالجزائر العاصمة، حيث تملك هذه التقنية تراخيص من عدة وزارات: منها وزارة التجارة ووزارة المالية وزارة البيئة، وهي مسجلة على أنها علامة تجارية جزائرية.
كيف تختارون الكفاءات العاملة في المركز، خاصة أن المجال جديد؟ التخصص جديد ولذلك نحن نختار الشباب ذو المعرفة والكفاءة وشخصيا وعلى عكس ما تقوم به العديد من المؤسسات في الجزائر، والتي تشترط عامل الخبرة في الكفاءات، أنا اتنقل إلى المعهد الوطني لواد السمار لاختيار الأوائل في الدفعة المتخرجة من تقنيين سامين في صيانة السيارات السياحية، وبعد الاختيار نحدثهم عن المشروع إذا أعجبهم نقوم بمتابعتهم لمدة 5 سنوات لتكون لهم المعلومات الكاملة عن تفاصيل المشروع، بعدها نترك له مسؤولية إدارة فرع في إحدى الولايات، ليديره بنفسه ويجني ثماره، ونبقى في متابعته عمليا كما نتبناه في المجال التقني طيلة 5 سنوات. مرة كل عام، مع حصولنا على نسبة 7 بالمئة فقط، ثم يستقل بمشروعه، لأن الشاب عندما يحس أنه مشروعه الخاص وله فائدة منه، فإنه سيتفانى في العمل.
من أين استنبطت فكرة تسليم الفروع للشباب ومتابعتهم مدة 5 سنوات؟ في الحقيقة هناك إستراتيجية عمل اقتصادية تتبعها العديد من الدول المتقدمة وهي أن كل مؤسسة متوسطة تخلق مؤسسات مصغرة منها وهذا ما يعود بالفائدة الاقتصادية على كل الأطراف ويقلل من متاعب التنقل. كما يقلل من مخاطر ومشاكل العمل التي لا يمكن التحكم فيها إذا كبرت المؤسسة وتوسعت فروعها وتعطي هذه الإستراتيجية مفعولها، حيث إن الشاب سيعتبر المؤسسة ملكه وكل فائدة يعود بها له نسبة كبيرة فيها.
ما هو طموحك لتوسيع المشروع؟ أطمح بالوصول إلى 325 وحدة تابعة لمركز الكربون الأخضر، لأنه في الجزائر يوجد 325 وحدة مراقبة تقنية للسيارات، ونريد أن تضم كل وحدة مراقبة تقنية وحدة إزالة الرواسب تابعة لمؤسسة الكربون الأخضر، حيث تترافق المراقبة التقنية للسيارة مع مراقبة نسبة التلوث وبهذا يمكن أن نحافظ على البيئة، عن طريق بعض الإجراءات التي يمكن أن تقوم بها الدولة للتخفيف من حدة التلوث على أساس المعطيات. أنا اطمح للمشاركة بهذا المشروع في المحافل الدولية والدخول في فكرة بيع العلامة التجارية، وهذا ما سأقوم به في أكتوبر القادم في فرنسا. كما تسلمت دعوة من دولة زمبابوي للتعريف بالمشروع.
هل هناك استثناءات تمنح من طرف الوكالة لأفراد معينين؟ بالنسبة لهذا المشروع نضع عدة اعتبارات، ونراعي في ذلك فئتين هما النساء وفئة ذوي الاحتياجات الخاصة، ففي الجزائر توجد 300 ألف امرأة تسوق السيارة في الجزائر، للنساء خصوصية كبيرة، حيث نوفر صالة عرض خاصة بهم أثناء الانتظار ويتم فحص السيارة بدقة، ويمكن لهم مراقبة سياراتهم أثناء عملية نزع الترسبات، كما احرص شخصيا على توظيف 50 بالمئة من النساء في مركز نزع الترسبات. وبالنسبة لذوي الاحتياجات الخاصة، نوفر لهم مكان مخصص لسياراتهم، كما يعتبر نزع الترسبات للسيارات المجهزة لذوي الاحتياجات الخاصة مجاني طوال السنة.
كخبير في المجال، ما هي اقتراحاتك للحفاظ على البيئة من تلوث السيارات؟ التلوث يزيد أكثر في بلادنا واقترح أن تقوم الدولة ببعض الإجراءات التي يمكن أن تؤدي إلى تنظيم سير السيارات، فمثلا اقترح أن يكون معدل التلوث الذي تحدثه السيارات والشاحنات له وثيقة أيضا مرفقة بوثائق السيارة، ومن ثم هناك حد أعلى لا يجب أن تصل إليه نسبة التلوث الذي تحدثها هذه السيارات، كما يمكن وضع مناطق محضورة على السيارات القديمة التي تنبعث منها نسبة تلوث مضرة بصحة المواطنين، ومناطق اقل ضررا وهكذا.
الباحث في التكنولوجيات النظيفة والمختص في الهيدروجين، مهماه بوزيان ل "البلاد": المشروع صورة لأهمية نشر الصناعة البيئية في السوق الجزائرية
عبر الدكتور مهماه بوزيان، الباحث في الطاقة والتكنلوجيات النظيفة، والمختص بدراسة طاقة الهيدروجين، ل" البلاد"، عن تفاؤله بمشروع الكربون الأخضر في الجزائر، معتبرا أن "هذا المشروع رائد من الجانب التقني والتكنولوجي والاقتصادي والبيئي". وقال مهماه "إن هذا المشروع يمثل صورة جلية لأهمية نشر الصناعات البيئية في السوق الوطنية وأهمية القيمة المضافة التي ستجلبها للاقتصاد الوطني"، وأوضح أن موضوع البيئة لا يمثل إرشادات وتوجيهات وتحذيرات وغرامات ومنع، مؤكدا "إنما علينا أن نسجل أعمالنا البيئية ضمن منظور الرفاه الاقتصادي المستقبلي، فالمشاريع البيئية لا تقوم فقط على مشاريع كلية، إنما بإمكانها أن تقوم على أفكار مبتكرة تعتمد على الأرضيات الصناعية والتقنية والاقتصادية وتعمل على تجويدها وليس إزاحتها أو محوها". ويأتي هذا المشروع في وقت تكثر فيه السيارات في الحظائر الوطنية، ومع ارتفاع أسعار السيارات، تتجه كل الأنظار إلى امتلاك السيارات القديمة، وبالتالي فإن عملية تطهير المحركات من الرواسب سيمدد من عمر المحركات ويرفع من فعالية وصلاحية السيارات، وكذا تخفيف الكلفة الاقتصادية بالنسبة للفرد الذي سيستفيد من السلامة وأيضا على المستوى استهلاك السيارات للوقود، لأنه من ناحية صلاحية المحرك التقنية كلما كان المحرك يعمل بشكل جيد يقل استهلاكه للوقود. ودعا المختص إلى توسعة استخدام التقنية البروتينية، واستعمال الهيدروجين، لأنها ستفتح سوقا رائجة في هذا المجال في الجزائر، ومنه سيكون هناك طلب على الهيدروجين في المستقبل ما يفتح سوقا ذات قيمة مضافة. كما استحسن المختص الخطوة الجريئة التي قام بها الشاب الجزائري في ظل الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد، والتخوف من مخاطر الاستثمار، قائلا "يجب التوجه الى الصناعة البيئية واستغلال كل الثروات التي تزخر بها الجزائر في هذا المجال، ولا يمكن ذلك إلا بالمحافظة على البيئة لتحقيق الرفاهية في المجتمع".