تسبّبت الأمطار التي تهاطلت بغزارة في الساعات الأخيرة بعنابة، وبلغت كميّتها 50 ملم، في تشرّد العشرات من العائلات التي اعتصمت في تجمّعات صاخبة بعدة مواقع احتجاجا على الوضعية التي آلت إليها سكناتها الهشة. بينما كشفت الأمطار عن عيوب الإنجاز في الكثير من المشاريع المنجزة حديثا. هذا وقد اضطرت حوالي 50 عائلة. ليلة أول أمس، إلى ''احتلال'' مقر بلدية العلمة على خلفية الانهيارات المتواصلة التي ألحقتها الرياح والعواصف العاتية بمساكنهم الكائنة بحي سيدي حامد المعزول ووجه المحتجون أصابع الاتهام إلى منتخبي المجلس الشعبي البلدي الذين تجاهلوا الوضعية الكارثية للمنازل الهشة التي يقطنونها منذ سنوات، ولم يتمكن طيلة صبيحة أمس عمال الإدارة بالبلدية ومنتخبوها من الالتحاق بمكاتبهم بعدما ضرب أرباب تلك العائلات وزوجاتهم وأطفالهم، حصارا على دار البلدية قبل أن يرضخ المجلس البلدي إلى مطالبهم وكلف لجنة تقنية بمعاينة الأضرار والخسائر الكارثية. فيما شرعت ذات المصالح في أشغال تهيئة وترميم الأسقف المتطايرة وإغاثة السكان بالأغطية والأفرشة والمواد الغذائية. وكانت حوالي 40 أسرة تسكن بمواقع قريبة من ورشات الطريق السيار شرق- غرب بإقليم بلدية العلمة قد انتفضت نهاية الأسبوع، احتجاجا على الأوحال التي صنعها مشهد تدمير شبكة الطرقات السابقة من طرف شركة كوجال اليابانية وتزامن ذلك مع البرك التي خلفها تساقط الأمطار، وطالبت تلك العائلات بإدماجها في حصة 50 مسكنا اجتماعيا بمقر البلدية. وببلدية عنابة، عاصمة الولاية، شنت حوالي 48 عائلة من حي المحافر الفوضوي احتجاجا عارما أمام مقر المجلس الشعبي البلدي، مطالبين السلطات المحلية بترحيلهم إلى مراكز عبور مؤقتة بعد الانهيارات المتتالية لمساكنهم. وتزامن ذلك مع احتجاج مماثل لحوالي 27 عائلة انهارت سكناتهم جزئيا بالمدينة القديمة ''لابلاص دارم'' وفتحوا النار على الديوان البلدي لتهيئة المدينة القديمة، الذي امتص حسبهم الملايير لأجل ترميم وإعادة تهيئة البنايات الهشة. كما ظهرت جليّا عيوب الإنجاز على مستوى بعض المنشآت مثل أنفاق منطقة الحطاب والشعيبة وواد الذهب وكذا المؤسسات التربوية الجديدة بحي سيدي سالم وخرازة، التي غمرتها المياه من كلّ جانب وتسرّبت إلى داخلها مخلّفة خسائر معتبرة. أمّا بالنسبة للطرقات، فقد قطعت أغلبها وعلقت عدّة سيّارات أجرة على مستوى محاور وسط المدينة. كما اضطّرت حافلات النقل الحضري إلى توقيف نشاطها أو تغيير المسارات، وشلّت بذلك حركة النقل بالكامل على مدى ساعات. للعلم، فإن والي الولاية شكل أمس خلية أزمة للوقوف على التداعيات الخطيرة لانهيار البنايات وانزلاقات التربة المتكررة ويكون محمد الغازي حسب مصادر مسؤولة قد وعد بالتكفل الجاد بمطالب السكان الغاضبين.