الرائد لخضر بورفعة أحد أبطال الولاية التاريخية الرابعة، يقول إنه توجه للأرشيف الفرنسي وبحث (كما يبحث الواحد منا على قط أسود في غرفة مظلمة كما يقول الصينيون) فوجد أن مركز الأبحاث الإستراتيجية الفرنسية قد وضع دراسة ضمن ملف الجزائر لسنة 2012 تقسم البلاد إلى أربع جهات لم يذكرها! وإذا صدقنا التنبؤات الفرنسية للعام القادم، كما قرأها عمنا لخضر دون أن يذكر تفاصليها وإن حذّر منها لكي لا تكون دارفور جديدة في الجزائر (كما تحدث منذ سنوات في السودان)، فإن القراءات الفرنسية الجديدة تختلف عن القراءات السابقة وربما اللاحقة فالفرنسيون كانوا لفترة طويلة يتنبأون بأن تقسم البلاد إلى ست مقاطعات وفق منطق جهوي بحت مثلما هي العراق حاليا مقسمة ما بين شيعة وسنة وأكراد كل جهة تريد أن تصيح في وادٍ! وإن كانت صيحاتهم مجتمعة أو منفردة تحرك عواء الذئاب! المشكلة في القراءات الفرنسية المستقبلية أنها فشلت في رصد أول ثورة عربية شعبية قامت في تونس. وهذه الدولة التي يحكم الفرنسيون قبضتهم عليها ويجول فيها مئات الآلات من السياح الفرنسيين، فاجأت كل مختبرات فرنسا، ولم يسمع السفير هناك بأي تغيير إلا عندما استنهض قواه ثم طار وحطّ جاء حكم الشعب! وولّى الأوصياء عليه قبل أن يفيق سعادته وتفيق فرنسا من بعده على الإهانة والوعيد! وهذا معناه أن خطر الدرفرة من دارفور في الحالة الجزائرية ليس هو الخطر الحقيقي الذي يواجه البلاد والنظام معا، وبالتالي تصبح التنبؤات الفرنسية أقرب إلى التنبؤات بالزلزال (الأرض) وليس الزلزال الشعبي، وعليه يكون التحذير منها أقرب إلى التحذير من تسونامي بلا زلزال! ومع ذلك، فإن لخضر بورفعة، الذي حذّر من دارفور جزائرية وهو المقتنع بالفكرة الفرنسية واستنبط نظرية جديدة وغريبة تقول إنه لا يمكن استغلال التاريخ لخدمة السياسة، مطلوب منه أولا أن يحدد لنا قائمة بأسماء الذين اغتالوا فرقة الحرية والاستقلال والنصر، لكي نصل إلى الحديث عن دارفور ودارفار!