أرجأت، اليوم ، محكمة الجنايات الاستئنافية لدى مجلس قضاء الجزائر، محاكمة عنصرين من شبكة اختصت في تجنيد المقاتلين الجزائريين فيما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، إلى جلسة 21 ماي الجاري، حيث ساهما في تجنيد وتسهيل بلوغ المقاتلين ساحة القتال مرورا بتركيا، تحت توصيات ووساطة أبرز عناصر التنظيم من الجزائريين هناك وهما الإرهابيان المكنيان ب "أبو البراء" و" أبو دجانة البتار". وتم الكشف عن نشاط هذين العنصرين ويتعلق الأمر بكل من المدعو (ب.ح) و(ع.ر)، عقب توقيفهما بتاريخ 30 أكتوبر 2016، في إطار معلومات بلغت بخصوصها مصالح الضبطية القضائية تفيد بوجود عناصر تعمل لصالح تنظيم "داعش" في إطار تجنيد مقاتلين جزائريين وتسهيل تدابير سفرهم من الجزائر نحوتركيا لبلوغ الأراضي السورية والعراقية، لتكشف التحريات أن المشتبه فيهما على تواصل مع أبرز قادة التنظيم عبر تطبيقات "تيلغرام" و" الواتساب"، لاسيما مع المكنيين "أبوالبراء" و"أبودجانة البتار" وهما جزائريان ينشطان في ساحة القتال تحت إمرة التنظيم الإرهابي "داعش"، ما مكنهم، بحسب التحريات الأولية، من تجنيد 3 شبان ويتعلق الأمر بكل من (ن.س) و(ب.ح)، وباستغلال سجل مكالمات الأخيرة تبين وجود اتصال دائم بين عناصر تنظيم "داعش" بينهم "أبودجانة البتار"، أبوالبراء" وسايح الأرواح". استمرارا للتحقيق، اعترف المشتبه فيهما الرئيسيان بعلاقتهما بالتنظيم الإرهابي "داعش" وتواصلهم مع السالف ذكرهم، حيث أقرّ (ب.ح) بمساعدته مجندين جزائريين للسفر إلى ساحة مراكز تنظيم "داعش" مرورا بتركيا، ومن بين الأشخاص الذين ساعده كشف عن هوية (غ.م) الذي توجه في البداية نحو مويتارنيا ومن ثمة توجه نحو سوريا، كما كشف عن مساعدته للمدعو (ب.س) الذي تعرف عليه رفقة (ح.ب) عن طريق مرافقه (ع.ر) خلال إقامة الأخير لإحدى الولائم بمنزله وتبادلوا خلالها الحديث عن الوضع الأمني السائد في سوريا، مضيفا أنه ساعد (ب.س) أيضا في تصحيح شهادة نيله البكالوريا وتوجه برفقته إلى شرطي من معارفه يكنى ب "موح البوليسي" الذي تحرى له وطمأنه بأنه غير مبحوث عنه من قبل السلطات الأمنية. وأضاف المتهم أنه قصد أحد الرعايا السوريين المقيمين بالجزائر وقدم له نفسه على أساس أنه مكلف بجمع أموال التبرعات لمساعدة الأشخاص الراغبين في السفرإلى سوريا قبل أن يرغمه على تسليمه مبلغ 10 آلاف دج، غير أن المتهم تراجع فيما بعد عن تصريحاته التي تمسك بدوره مرافقه بإنكارها، مدعيا أن معرفته بالمجند (ب.س) مجرد علاقة عمل انتهت قبل أن يلتحق بصفوف تنظيم "داعش"، في انتظار ما ستسفر عنه محاكمة المتهمين.