التبرعات كانت تُجمع من سكان أحياء بلديتي الكاليتوس وبراقي باشرت محكمة الجنايات الاستئنافية لدى مجلس قضاء الجزائر، النظر في ملف خلية سرية تعمل لصالح ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية في بلاد العراق والشام "داعش" تنشط عبر محور أحياء بلديتي براقي والكاليتوس، تولت جمع تبرعات من المواطنين لتمويل سفريات المجندين إلى غاية بلوغهم الأراضي السورية أو العراقية ما مكن من تجنيد عديد الشباب خلال السنوات الأخيرة لم تتمكن مصالح الأمن من تحديد هوية سوى 27 شابا منهم تمكن 16 منهم من مغادرة التراب الوطني نحو ساحة القتال فيما أحبطت محاولات 11 شابا آخر. وتم الكشف عن النشاط السري لهذه الشبكة الإرهابية، بناء على معلومات بلغت فصيلة مكافحة الإرهاب والتحريض بالمصلحة الولائية للشرطة القضائية لأمن ولاية الجزائر، تفيد بوجود شاب ثلاثيني من ذوي السوابق العدلية، ينحدر من بلدية براقي يقوم بتجنيد شباب المنطقة قصد الالتحاق بمعاقل القتال التابعة لما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، ومن خلال التحريات المكثفة التي باشرها أعوان الفصيلة الأمنية تمكن هؤلاء من تحديد هوية المشتبه فيه ويتعلق الأمر بالمدعو (ز.م) المكنى "أبو مصعب أبو الودود" الذي تم توقيفه وأحيل على ذمة التحقيق، حيث أقر بنشاطه لصالح التنظيم الإرهابي "داعش" بعدما ولج عالم الجماعات الإرهابية غضون عام 2011، بفضل تواصله الدائم مع أحد أبناء حيه المكنى "أبو مصعب الغريب" الذي توجه رفقة شخص ينحدر هو الآخر من بلدية براقي إلى سوريا للانضمام في صفوف التنظيم الإرهابي "داعش" حيث ينشطان حاليا، مضيفا أن هذا الإرهابي عرض عليه فكرة الالتحاق به، غير أن الأمر تعذر عليه لعدم حيازته على المبلغ المالي المستحق. كما أكد المتحدث أن هذا الإرهابي وقبل سفره منحه هاتفا نقالا ذكيا مزودا بتطبيق "تيليغرام" وعلمه كيفية استخدامه، بعدما تولى تزكيته وسط الجماعات الإرهابية بمعاقل "داعش" الذي اختارت له كنية "مصعب أبو الودود" ثم كلفه بتجنيد الشباب الراغبين في الانضمام للتنظيم بعدما استمالتهم من خلال تشبعهم بالفكر الجهادي، فكانت بدايته بتجنيد شابين ينحدران من بلدية الكاليتوس، اللذان ربط لهما اتصالا مع أحد الإرهابيين المكنى "أبو معاوية" الذي سبق له وأن تكفل بمصاريف تنقل المكنى "أبو تراب" إلى معاقل التنظيم الإرهابي "داعش" وسلمه مبلغ 4 ملايين سنتيم كان قد جمعها من تبرعات تمكنه من اقتناء العملة الصعبة. في سياق التحقيق مع المتهم، اعترف بتوليه تجنيد عدد آخر من أبناء حيه ببراقي وأحياء أخرى مجاورة ، مضيفا أنه كان يستغل قناعتهم بالفكر الجهادي ويزيد من عزمهم للانضمام لصفوف التنظيم الإرهابي "داعش" من خلال ضمان لهم مستحقات ومصاريف السفر انطلاقا من الجزائر وإلى غاية وصولهم إلى معاقل التنظيم سواء بسوريا أو العراق. وعن مصدر الأموال التي كان يدعمهم بها أكد (ز.م) أنه كان يجمعها من تبرعات المواطنين في إطار دعم عائلات المساجين المتورطين في قضايا إرهابية، وكان يستعين في ذلك بفواتير الكهرباء والغاز كحجة لاستعطاف المتبرعين. وفي سياق التحقيق معه، أكد المتهم أن بداية حملته التبرعية هذه غير الشرعية، انطلقت من مبادرة لجمع تبرعات قفة مسجون، بادر إليها أحد أبناء حيه المدعو (د.ق) الذي تزوج من ابنة متورط في قضية إرهابية، وبعد نجاحها، باتت المبادرة مستحبة ما دفعهم للاستمرار في جمع التبرعات لهذا الغرض استفادت منها عائلات سجناء آخرين وذلك باستغلال فواتير الكهرباء والغاز، ما مكنهم في إحدى العمليات من جمع مبلغ قدرهُ 4 ملايين سنتيم سلم جزء منه للمدعو (خ.أ) المكنى "أبو تراب" قصد تمكينه من الالتحاق ب "داعش". وأقر المتهم "أبو مصعب أبو الودود" بإشرافه على متابعة تحركات المجندين بداية من رحلتهم الجوية من الجزائر نحو تركيا حيث يتكفل بهم الإرهابي "أبو دجانة البتار" الذي يبقى على تواصل معه عبر تطبيق "تيليغرام" حيث إلى غاية اجتياز المجندين الجدد الحدود البرية السورية أو العراقية وصولا إلى معاقل التنظيم، غير أنه فشل في تجنيد شابين اثنين آخرين ينحدران من بلدية الكاليتوس ويتعلق الأمر بالمكنيين "أبو عبيدة" وأبو حذيفة" اللذان تم توقيفهم وهما يستعدان للسفر نحو تركيا على مستوى المطار الدولي هواري بومدين ليحولا على إثرها على ذمة التحقيق قبل أن يخلى سبيلهما في وقت لاحق. وأثبتت التحريات الأمنية أن زعيم هذه الشبكة السرية لدعم "داعش" بالمجندين تمكن خلال السنوات الأخيرة من تجنيد عدد كبير من الشباب غالبيتهم من أحياء بلديتي الكاليتوس وبراقي مستغلا تشبعهم بالفكر الجهادي، وهو ما مكن مصالح الأمن مؤخرا من توقيف 11 مجندا جديدا.