البلاد - ص.لمين - تتجه أنظار المواطنين مع اقتراب عيد الأضحى المبارك إلى أسواق المواشي عبر الوطن لاقتناء الأضاحي ومنهم من فضل شراء الكبش أو النعجة أو الخروف من الآن تفاديا لارتفاع الأسعار في الأيام القادمة، خاصة وأنه سجل ارتفاعا خلال هذه الأيام وصل إلى 5000 دينار جزائري مقارنة بأسعار عيد الأضحى الماضي. وتؤكد المعاينة الميدانية ل "البلاد"، أن الحركية على مستوى الأسواق بدأت تنتعش منذ حوالي أسبوع، حيث تعرف أسواق الماشية حركية متصاعدة ونحن على بعد 23 يوما من عيد الأضحى، ومعه عرفت حركية الأسعار بدورها تغيرات عدة. وتحدث العديد من المواطنين في تصريحات ل "البلاد" عن أنهم لمسوا ارتفاعا بين سوق وآخر، ليصل الفرق بينهما إلى حدود 15 بالمئة، حيث تم عرض كباش قبل أسبوع بحوالي 40 ألف دينار جزائري، ليترفع سعرها إلى حدود 45 ألف دينار جزائري خلال هذا الأسبوع وهو مايؤكد أن أسعار الأضاحي تتجه تدريجيا للاتهاب مع بداية العد التنازلي لعيد الأضحى، الأمر الذي جعل عديد المواطنين يتذمرون من هذا الوضع ومن سياسة "سلخ" الجيوب المنتهجة في كل عيد. وأشار أحد المتسوقين إلى أنه وقف على سعر كباش متوسطة الحجم ب 4 ملايين سنتيم للكبش الواحد الأسبوع الماضي، ليتفاجأ بأن أسعارها قفزت هذا الأسبوع إلى 4 ملايين ونصف هذا الأسبوع، الوضع الذي يؤكد حسبه النية المبيتة في رفع أسعار الأضاحي. مع العلم أن أسعار الكباش على العموم تبدأ من 4 ملايين لتصل إلى 6 ملايين. فيما تتراوح أسعار النعاج بين 2.5 مليون و 3.2 مليون سنتيم، كما يتم عرض خرفان بعمر 6 أشهر بحوالي 2.5 مليون سنتيم. في سياق متصل، أشار عدد من الموالين في تصريحات متطابقة ل "البلاد" إلى أنهم يسجلون في كل موسم مزيدا من الخسائر، حيث يتم تأهيل الأضحية طوال العام والتي منها من تأكل قيمتها وأكثر، ليقفوا في النهاية على أن الأضحية يستفيد منها التاجر والوسيط والمواطن في حالة شرائها مبكرا من دون وساطة، وقال موال "إن أسعار المواشي خلال هذا الموسم حافظت على استقرارها فسعر الكبش في العيد الماضي وصل إلى حدود 5 ملايين سنتيم، إلا أن سعر الكبش نفسه والمواصفات نفسها لم يتعد 4.5 مليون فقط"، كاشفا في حديثه ل "البلاد "، أن حتى لهفة المواطن في شراء الأضحية إلى حد الساعة تناقصت وحتى انعدمت مقارنة بالمواسم الماضية. كما تحدث موالون آخرون عن أن أسواق المواشي، أضحت تتشبع فقط بتجار الموسم والذين يسعون أيضا إلى تكسير الأسعار من خلال الترويج لوجود أمراض وأوبئة في صفوف الماشية مثلما هو حاصل حاليا من خلال الترويج للحمى القلاعية، من أجل الدفع بالموالين إلى بيع مواشيهم والتخلص منها، وهو الأمر الذي يجعل هؤلاء "البزانسة" يتحكمون فيما بعد في أسعار المواشي قبيل عيد الأضحى ويرفعون أسعارها كيفما يشاؤون. ويؤكد الموالين أن مشكلتهم الأبدية ليست مع المواطن ومع انخفاض أسعار الماشية ولكن المشكلة مع دواوين توزيع الحبوب والتي اعتبروها سبب المشكلة من الأساس، خاصة وأن "البزنسة" لاتزال متواصلة في الشعير وعدم توفر الأعلاف بالمرة، ليبقى الثابت في نهاية هذه الورقة أن الجميع يشتكي سواء الموالين أو المواطنين.