البلاد - عبد الله ندور - شرعت أحزاب الموالاة والأغلبية الرئاسية، بشكل رسمي، في الحملة الانتخابية للرئيس بوتفليقة، بعد أن حسمت أمرها من مناشدة ودعوة الرئيس بوتفليقة للاستمرار، لتدخل حاليا في الأمور الجدية، وأولى هذه المؤشرات نتائج لقاء ولد عباس بغول، حيث نصب الطرفان أمس الثلاثاء لجنة مشتركة تعمل في هذا الإطار، على أن يكون أبرز ما يعتمدون عليه هو وثيقة حصيلة 20 سنة من حكم الرئيس بوتفليقة. وتوالت تأكيدات قيادات أحزاب الموالاة والأغلبية الرئاسية على أنها خرجت من مرحلة مناشدة الرئيس بوتفليقة لخوض غمار عهدة أخرى والاستمرار في تكملة الإنجازات المحققة طيلة 20 سنة مضت، لتدخل بذلك مرحلة أخرى وهي مرحلة الحملة الانتخابية للمرشح التوافقي بين أحزاب الأغلبية الرئاسية وهو شخص الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة، وهذا ما أكده رئيس حزب تجمع أمل الجزائر "تاج" غول عمار، أول أمس، عندما نشط ندوة صحفية مشتركة مع أمين عام الحزب العتيد. ومن بين أكبر مؤشرات انطلاق الحملة الانتخابية لفائدة الرئيس بوتفليقة، هو تأكيد جمال ولد عباس، على أن الإجماع حصل بين مختلف الأحزاب وحسمها لأمر ترشيح بوتفليقة، وهو الاتفاق والتوافق الحاصل مع التجمع الوطني الديمقراطي، الذي أكد وجدد موقف حزبه المناشد للرئيس بوتفليقة للاستمرار، كما أكد يوم الاثنين الماضي، خلال لقائه بعمار غول على أن "جبهة دعم الرئيس تنتشر وتتمدد مع مرور الأيام" وهو ما يؤكدا بما لا يدع مجالا للشك أن الحملة الانتخابية انطلقت ويقود قاطرتها الحزب العتيد، بإشراف من الأمين العام جمال ولد عباس، وهذا باعتراف أحمد أويحيى الذي قال إن المسيرة "بدأها جمال ولد عباس منذ أكثر من 5 أشهر". ومن بين أكبر مرتكزات الأغلبية الرئاسية لتنشيط الحملة الانتخابية ما يعمل الحزب العتيد الأفلان التحضير له منذ مدة، ويتعلق الأمر بوثيقة الإنجازات وحصيلة الرئيس بوتفليقة منذ 20 سنة من الحكم، وهو الأمر الذي ثمنته مختلف الأحزاب التي التقاها جمال ولد عباس، واعتبرت هذه الوثيقة بمثابة مرتكز أساسي، ويؤكد حسبها أن المكاسب المحققة كفيلة بتنشيط الحملة وأن "الرئيس بوتفليقة ليس بحاجة لحملة انتخابية". وتعد مختلف هذه النقاط حسب العديد من المراقبين مؤشرا أساسيا وقويا على أن الرئيس بوتفليقة، أبدى موافقته للاستمرار لعهدة جديدة، في تجاوب مع طلبات المناشدة للأحزاب و مختلف التنظيمات الجماهيرية والنقابية والعمالية وحتى الطلابية، التي تؤكد على ضرورة الحفاظ على المكاسب من خلال استمرار الرئيس بوتفليقة في مسيرته التي بدأها ذات يوم من أبريل 1999. وبانطلاق الحملة الانتخابية بشكل رسمي لدى أحزاب الأغلبية والمساندة للرئيس بوتفليقة، تكون مبادرات المعارضة وعلى رأسها "التوافق الوطني" التي عرضتها حركة مجتمع السلم، أمام الأمر الواقع، هو الفشل الحتمي، بعد اعتراض أحزاب الموالاة على الشق السياسي للمبادرة، وبالتالي موتها، وهكذا يصبح الرئيس بوتفليقة أمرا واقعا، في الوقت الحالي، في انتظار أن يكشف هو عن موقفه وبشكل رسمي مع نهاية السنة الحالية أو مطلع السنة القادمة على أكثر تقدير.