أعلنت وزير البيئة والطاقات المتجددة فاطمة الزهراء زرواطي أمس بتبسة عن اتخاذ عدة إجراءات استعجالية للقضاء على مشكل الغبار المنبعث أثناء عملية نقل الحديد من منجم منطقة الونزة والذي يمثل أحد أكبر انشغالات سكان المنطقة. وأوضحت الوزيرة في تصريح صحفي لدى معايتنها المنجم القريب من المنطقة السكنية لذات البلدية في آخر محطة من زيارتها للولاية التي دامت يومين، بأن هذه الإجراءات تم اتخاذها بناء على اللقاء الذي تم تنظيمه مع المجتمع المدني بمقر الولاية ليلة الأربعاء إلى الخميس والذي كان أكبر انشغال فيه "الأضرار التي تنجم عن الغبار المتطاير من الشاحنات التابعة لمنجم الحديد بالونزة" والتي تبعد بنحو 90 كلم شمال مدينة تبسة. وتتمثل أولى هذه الإجراءات حسب الوزيرة في إلزام الشركة المستغلة للمنجم بتعبيد المقطع من الطريق بطول يقارب 3 كلم والذي تسلكه الشاحنات التي تكون سببا مباشرة في انبعاث كميات هائلة من الغبار الذي يؤرق السكان موضحة أن هذا القرار يدخل في سياق تعليمات رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة القاضية بالحرص على صحة المواطنين زيادة عن كونه تجسيدا ل "حق المواطن الدستوري في بيئة سليمة ونظيفة". وأضافت زرواطي أن هذا الالتزام الصريح القاضي بتعبيد مقطع الطريق المستغل من طرف مركبات المنجم يعد "الحل الحقيقي والنهائي" لمشكلة الغبار المنبعث خلال استغلال الثروة المنجمية بالمنطقة مبرزة بأن عملية الرش بالمياه التي تقوم بها الشركة المستغلة بمعدل 6 دورات يوميا والتي تصل تكلفتها السنوية إلى حوالي 20 مليون دج "غير كافية" لمنع وصول الغابر إلى السكان. في السياق نفسه أعطيت تعليمات صارمة بعين المكان تقضي بمنع الشاحنات الناقلة للحديد من الدخول إلى وسط المدينة وسلك الطريق الاجتنابي المؤدي مباشرة إلى مصنع الحجار بولاية عنابة وهوأحد الانشغالات التي طالب بها سكان المنطقة حسب المعلومات المقدمة بعين المكان خاصة وأن عدد هذه الشاحنات كان يقدر ب100 شاحنة تعمل يوميا بالمنجم وتم تخفيض عددها ليصل حاليا إلى 20 شاحنة. أما ثاني هذه الإجراءات فيتعلق ûحسب الوزيرة بإلزام هذه الشركة الوطنية بإصلاح العطب الموجود في التجهيزات الخاصة بنقل الحديد في مادته الخام مباشرة عن طريق قاطرات من المنجم إلى غاية مكان نقله إلى مركب الحديد والصلب بالحجار (عنابة) مشيرة إلى أن هذا هو الحل النهائي لكل المشاكل البيئية بالمنطقة الذي يجب أن يكون أولى انشغالات الشركة التي لا تتعدى فترة إعادة بعثها لنشاط استغلال هذا المنجم سنة فقط بعد أن كان في يد مؤسسة أجنبية. وكانت وزيرة البيئة والطاقات المتجددة قد اطلعت على ظروف استغلال الثروة المنجمية بمنطقة الونزة داعية مسؤوليها لضرورة العمل على كسب ثقة المواطنين وإعطائهم "إشارات إيجابية" بجعل هذا الاستثمار "صديق للبيئة" من خلال الوفاء ûكما قالت بالالتزامات التي تم الاتفاق عليها بناء على انشغالات معبر عنها من طرف سكان المنطقة ومن دون تعطيل للآلة الإنتاجية لمنجم الونزة الذي وصفته ب"الموقع التاريخي". وشملت زيارة الوزيرة لولاية تبسة على مدار يومين عدة نقاط أهمها معاينة عدة مشاريع بعاصمة الولاية تتعلق بمشروع إنجاز الحديقة الحضرية للتسلية ومشروع إنجاز محطة معالجة المياه المستعملة بمنطقة عين زروق ومركز الردم التقني إضافة إلى معاينة مشروع مركز تربية الطيور البرية بخنقة بكارية. وأشرفت الوزيرة ضمن برنامج الزيارة أيضا على عقد لقاء مع المجتمع المدني بالولاية وكذا آخر مع مسؤولي مدراء المؤسسات الاقتصادية المنجمية بهذه الولاية التي وصفتها خلال الاجتماع بأنها "تجمع عدة نظم بيئية وتحتاج إلى اهتمام خاص كونها منطقة حدودية وتواجه ظاهرة التصحر إضافة إلى كونها قطب منجمي".