البلاد -بهاء الدين.م - تتعرض الجزائر لأنشطة تتجسس إسرائيلية تستهدف رسميين ونشطاء سياسيين وحقوقيين وأكادميين. وأفاد أمس موقع "الجزيرة نت" أن "الكيان الصهيوني طور برنامجا للتجسس الإلكتروني اسمه "بيغاسوس" لشركة "أس أن أو" المتخصصة في الحرب الرقمية، منذ العام 2016 حيث تمكن البرنامج من الحصول على معلومات حساسة من جهات سياسية وحقوقية ومراكز بحثية في المنطقة المغاربية وبينها الجزائر. فيما تعالت أصوات تحذر من التراخي الحكومي في مواجهة "الهجمات الإلكترونية" وتدعو لتطوير أنظمة حماية لتحصين المؤسسات من "التجسس الأجنبي". واستهدف بيغاسوس، الذي باعته الشركة الإسرائيلية للعديد من حكومات العالم، التجسس على 175 معارضا وناشطا حقوقيا وصحفيا في العالم العربي من بينها الجزائر، وأمريكا اللاتينية وآسيا وإفريقيا ومناطق أخرى. ووصفت شركة "لوك آوت" لأمن الهواتف المحمولة هجمات "بيغاسوس" بأنها الأكثر تطورا والتي لا يتم اكتشافها بسبب قدرة البرنامج على التسلل خلسة إلى أجهزة الهاتف التي يخترقها. ويبعث الطرف المُشغل لبرنامج بيغاسوس الصهيوني، رسالة إلى الشخص المستهدف تتضمن إخبارا بوجود معلومات مهمة يمكن الحصول عليها بمجرد الضغط على رابط في الرسالة، وهذا الرابط يكون رابطا خبيثا بغرض اختراق الهاتف. وفي حال ضغط الشخص المستهدف على الرابط، فإن بيغاسوس يستغل سلسلة من الثغرات غير المعروفة لاختراق الحماية الرقمية للهاتف، ويجري تحميل برنامج التجسس دون علم أو إذن صاحب الهاتف. وبعدما يتم تثبيت بيغاسوس على الهاتف، يبدأ بالاتصال بمركز التحكم لاستقبال وتنفيذ أوامر المشغل، ويرسل البيانات الخاصة بالشخص المستهدف، بما في ذلك المعلومات الخاصة، وكلمات المرور، وجهات الاتصال، والتقويم، والرسائل النصية، والمكالمات الصوتية المباشرة من تطبيقات المراسلة الخاصة بالهاتف. ويمكن لمشغل بيغاسوس أن يشغل كاميرا الهاتف والميكروفون لالتقاط وتسجيل كل ما يدور في المحيط الذي يوجد فيه الهاتف. ورصد مختبر المواطن "سيتزن لاب" التابع لجامعة تورنتو الكندية هجمات بيغاسوس لمدة طويلة فاقت العامين، وخلصت أبحاث المختبر إلى أن 36 مشغلا في العالم استخدموا بيغاسوس للتجسس في 45 دولة، بينها 16 بلدا عربيا، ومن بين تلك الدول 33 منها اشترت البرنامج من شركة "أس أن أو"، ولا يمكن لهذه الأخيرة بيع البرنامج دون ترخيص من وزارة الدفاع الإسرائيلية. وتفيد نتائج أبحاث المختبر الكندي أن برنامج التجسس الصهيوني استخدم مشغلا واحدا لبرنامج "بيغاسوس" استهدف المغرب والجزائر وتونس وفرنسا، وأضاف المختبر أن مشغلا آخر بالكيان الصهيوني، استهدف قطر وفلسطين وتركيا وهولندا والولايات المتحدة. ومنذ سبتمبر 2016 إلى الآن، يستهدف مشغل لبرنامج بيغاسوس تحت اسم بلاك بيرد" ست دول عربية هي الأردن والكويت وليبيا وقطروالإمارات واليمن، في حين يركز مشغل تحت اسم "كينغدوم" على السعودية خصوصا منذ أكتوبر 2017، كما امتد تجسسه إلى دول البحرين ومصر والعراق والأردن ولبنان والمغرب وقطر. وبالنظر إلى عدد المشغلين والدول العربية المستهدفة ببرنامج بيغاسوس، يتبين أن الإمارات تتصدر قائمة الدول العربية المستهدفة بالبرنامج بستة مشغلين، تليها قطر (5)، والأردن (3)، ثم البحرين ولبنان وفلسطين والمغرب وتونس (2)، فالسعودية والجزائر والعراق ومصر وسلطنة عمان وليبيا والكويت واليمن (مشغل واحد).