البلاد - بهاء الدين.م - تضاعفت حشود مسيرات غرب البلاد أمس تحت عنوان "جمعة الإصرار"، حيث خرج المواطنون مجددين عهدهم مع الحراك الشعبي المطالب برفض النظام والتحذير من ألغام المادة 102 من الدستور التي عبروا من خلال الشعارات المرفوعة عن خشيتهم من أن تكون منفذا للعودة مجددا للالتفاف حول مطالب الحراك. ففي وهران احتشدت جموع غفيرة قدمت من مختلف الأحياء وحتى البلديات المجاورة على مستوى ساحة أول نوفمبر قبل أن تبدأ في السير تجاه مقر الولاية حيث تجمهر هناك، مباشرة بعد صلاة الجمعة، آلاف من المواطنين، بما في ذلك عائلات بأكملها. ورفع المتظاهرون الأعلام الوطنية ورايات تحمل شعارات ترفض التمديد والتدخل الأجنبي وتدعوإلى التغيير. وتفنن الناس في إبداع الأهازيج واستدعاء الرموز الوطنية، خاصة من شهداء الثورة التحريرية. كما تفنن المشاركون في المسيرة في "السخرية" من كل رموز النظام، من بوتفليقة الذي يطالبونه بالرحيل فورا، إلى كل الذين عملوا تحت "طاعته" من وزراء ومستفيدين من الريوع من رجال المال. وتميزت مسيرة اليوم بالمشاركة الكبيرة للفنانين، من مسرحيين، موسيقيين، شعراء، أدباء، رسامين وغيرهم. واتفق كل الناس على ما اتفق عليه الجزائريون في مطالبهم. وفي غليزان أخرجت محاولة الالتفاف للحراك الشعبي في جمعته السادسة ماتبقى من الطبقة الصامتة بالولاية، حيث سار الآلاف من سكان عاصمة الولاية والبلديات المجاورة لها في مسيرة ضخمة جابت الشارع الرئيسي لوسط المدينة وعدد من الأحياء منددين بمحاولة الالتفاف حول الحراك الشعبي وتوقيفه بمحاولة الإيحاء بتقديم تنازلات من طرف النظام لاسيما ما تعلق بتطيق المادة 102 من الدستور. ورفعت شعارات منددة بهذه الخرجة لامتصاص الحراك ومنها "يا زغلول يا شهيد.. راه أحقرنا السعيد" و"إصلاح زائد 102 ضد حكم الشعب" وإصلاحات ومنها الانتخابات كما أفرد المشاركون في الحراك هتافات حول المنظومة التربوية "مدرسة جزائرية مدرسة بديسية" و"بن غبريت استئصالية والمدرسة جزائرية". وتمسك المحتجون ضد الخرجات التي تقدمها السلطة ومعها بعض الوجوه التي وصفوها "بعرائس القرارغوز" بالمحاولات اليائسة لأنهم وفقهم المطلب ثابت والقاضي برحيل كل النظام ورموزه ومحاسبة ناهبي أموال الشعب. وفي تيسمسيلت خرجت مسيرة سلمية لا تقل حجما عن المسيرات السابقة لمختلف شرائح المجتمع، ردد المشاركون فيها "لا نريد.. لا نريد.. بوتفليقة و السعيد". وقد انطلقت من ساحة لعقاب في قلب المدينة وجابت الشارع الرئيسي أول نوفمبر، ثم عرجت على أحياء 119 سكنا و320 سكنا، ثم عادت إلى نقطة البداية لتنطلق مرة أخرى في مسار ثان. وللجمعة السادسة على التوالي، خرج آلاف مواطني مدينة معسكر والبلديات المجاورة في مسيرة سلمية حاشدة وصفت بالأضخم. وتوافدت الجموع إلى ساحة الأمير عبد القادر رغم الجوالبارد، حاملين لافتات عملاقة مكتوبة عليها شعارات منددة بالرئيس بوتفليقة و"لا الروس ولا فرنسا لا ماريكان هي الجزائر بلاد الشجعان"، "الحراك أمانة والالتفاف خيانة". وشارك أساتذة جامعيون ومثقفون ومسرحيون ومحامون ونسوة وأطفال رضع وعائلات بأكملها.نفس الحضور الكثيف للمواطنين ولايات أخرى على غرار مستغانم وسيدي بلعباس وتلمسان تيارت والبيض وعين تيموشنت.