البلاد - آمال ياحي - تتوقع وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات تحسنا تدريجيا وملموسا لوفرة الأدوية المفقودة خلال السداسي الثاني من العام 2019 بمجرد تسلم الطلبيات من مخابر الأدوية المحلية والعالمية قريبا. فيما دعت النقابة الوطنية للصيادلة الخواص، الوزارة، إلى الاسراع في التوقيع على برامج الاستيراد التكميلية لمواجهة مشكل "امتصاص" السوق لشحنة الادوية المنتظر توزيعها بدءا من شهر جوان الجاري. وأكدت وزارة الصحة في بيان أصدرته أول أمس عقب انعقاد اجتماع خلية اليقظة في إطار لقاءاتها التقييمية الدورية لقائمة الادوية التي تعرف ضغطا أو ندرة على مستوى الوكالات الصيدلانية بأنه من المنتظر تسجيل انخفاض محسوس في ندرة الأدوية نتيجة الزيادة في برامج إنتاج هذه الادوية محليا وكذا وبرامج الاستيراد الموقعة وفي ديسمبر 2018 والتي ستتسلمها الوزارة عن قريب. من جهته، قال عضو خلية اليقظة ونائب رئيس النقابة الوطنية للصيادلة الخواص، كريم مرغمي، ل "البلاد" أن أزمة ندرة الأدوية ليست وليدة اليوم وإنما تعود إلى 4 سنوات خلت وبالتالي فإن الطلب يفوق بكثير العرض وهو ما نتج عنه حالة من الخوف لدى المرضى والمؤسسات الصحية التي تسارع إلى "حصد" أكبر كم من الأدوية المفقودة أو النادرة بمجرد توفرها في السوق وهذا السلوك يعد من أهم العوامل المتسببة في استمرار أزمة الندرة لما يقارب 244 دواء مصنفا رسميا مفقودا أو تحت الضغط. لهذه الأسباب، يرى المتحدث أن السلطات المختصة حصرت نفسها في حلقة مفرغة وأضحت برامج استيراد الأدوية غير كافية لمواجهة ظاهرة "ابتلاع" السوق لأي كمية تلقى فيه وهو ما سيضطرها إلى اللجوء إلى برامج الاستيراد التكميلية لتفادي تفاقم الأزمة، خاصة وأن الندرة مست بعض الأدوية المستعملة في الأمراض المزمنة وأمراض خطيرة على غرار السرطان، إلى جانب المضادات الحيوية ومضادات الالتهاب في شكل حقن وكذا فيتامين د غير المتواجد في معظم الصيدليات، إلى جانب بخاخات الربو التي تشهد هي الأخرى نقصا كبيرا. في سياق متصل، أشار المصدر إلى أن خلية اليقظة تخصص اجتماعاتها في كل أسبوع لتقييم قائمة تضم 50 دواء مفقودا وتقوم بتدارس أسباب عدم وفرته في الصيدليات، حيث أظهرت هذه الجلسات أن أغلب الأدوية بالإمكان تصنيعها في الجزائر عوض اللجوء إلى الاستيراد الذي يبقي الجزائر في حالة تبعية للخارج، غير أن المشكل يكمن في أسعار الدواء المنتج محليا والذي تظل منخفضة جدا مقارنة بالأسعار المعتمدة في باقي دول العالم. وقال مرغمي أن هذا الوضع حرم الصناعة الصيدلانية في الجزائر من التطور، بسبب هامش الربح الضعيف التي يجنيه المنتجون مقابل ارتفاع تكلفة صنع الدواء والمفروض أن يكون سعر الدواء متوافقا مع قيمة الدينار في السوق الدولية وهذا الأمر سينعكس إيجابا على نوعية الدواء المصنع محليا كما أنه سيشجع على تطوير الاستثمار في الصناعة الدوائية بما يحقق مبدأ الاكتفاء الذاتي والتصدير مستقبلا عوض الاعتماد دوما على الدواء المستورد.