بلعمبري: "طالبنا بتدخل بسبب تفاقم الظاهرة وندرة الأدوية ليست عذرا" أدوية تسبب السرطان تباع دون رقيب "أبوس": دعوة إلى وزارة البريد وتكنولوجيات الاتصال لحجب مواقع بيع الأدوية
البلاد - آمال ياحي - دعت النقابة الوطنية للصيادلة الخواص السلطات المختصة الى التدخل لوضع حد لنشاط بيع الأدوية والمواد الصيدلانية عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمنصات الإلكترونية، لما تشكله من خطر على صحة المواطنين لاسيما أن القانون الجزائري يمنع تسويق اي دواء عبر الإنترنت فيما دعت منظمة حماية المستهلك الى حجب هذه المواقع التي باتت تهدد الأمن الصحي للمواطنين. واستنكر رئيس النقابة الوطنية للصيادلة الخواص مسعود بلعمبري في تصريح ل«البلاد" قيام أشخاص تحت غطاء ندرة الأدوية ببيع ادوية مجهولة المصدر وغير خاضعة لرقابة هيئات وزارة الصحة والسكان في الوقت الذي يستثني فيه القانون الجزائري بيع المنتجات الصيدلانية عبر الإنترنت ما يعني أن كل هذه العمليات تتم خارج التشريعات السارية المفعول، الأمر الذي يقتضي التعامل مع المخالفين لها بحزم وصرامة. في سياق متصل ذكر المتحدث أن تنظيمه سبق أن طرح هذا الملف للنقاش مع الوزارة الوصية بعد تسجيل تفاقم الظاهرة مؤخرا، وكان رد هذه الأخيرة أنها تنسق مع مصالح وزارة التجارة عبر مديرية مكافحة الممارسات غير القانونية للتصدي للمواقع المذكورة لاسيما أنها تتعاطى مع ادوية ممنوعة اصلا من التسويق في الجزائر اي انها غير موجودة ضمن القائمة الرسمية لوزارة الصحة وهو ما يستدعي تحسيس المواطن بخطر اقتناء مثل هذه الادوية على المنصات الإلكترونية، فقد تكون أدوية مقلدة او لا يحترم فيها شرط سلسلة التبريد، كاشفا عن تداول ادوية من صنع مخبر إسرائيلي معروف باسم "بيفا" لا نعلم كيف دخلت الجزائر، مشددا على ضرورة شراء الأدوية من الصيدليات فقط باعتبارها الجهة الوحيدة الآمنة والمرخصة من قبل السلطات لممارسة هذا النشاط. من جهتها دعت المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك كلا من وزارة التجارة ووزارة البريد وتكنولوجيات الاتصال الى حجب جميع المواقع والمنصات الإلكترونية المسؤولة عن تسويق الأدوية والمنتجات الصيدلانية كون القضية تتعلق بالصحة العمومية خاصة بعد تسجيل تعرض مواطنين لمضاعفات صحية خطيرة إثر استخدامهم أدوية تحصلوا عليها عن طريق الإنترنت. وقال رئيس لجنة الصحة على مستوى المنظمة، قادري عبد المالك، ل«البلاد" إن "أبوس" سبق أن دقت ناقوس الخطر حيال تفاقم الظاهرة كما أنها قامت بتبليغ مصالح الأمن في كل مرة توفرت لديها الادلة، مشيرا الى أن ضحايا البيع الإلكتروني للأدوية اغلبهم من اصحاب الأمراض المزمنة الذين يتم ايهامهم بأن المكملات الغذائية على سبيل المثال تغنيهم عن تناول الادوية على غرار الانسولين بالنسبة لمرضى السكري. والأخطر من هذا، يضيف المصدر ذاته، يكمن في تسويق ادوية ومستحضرات صيدلانية عبر مواقع إلكترونية مشهورة مثل موقع وادي كنيس، علما ان هذه المنتجات محظورة من قبل الوكالة الاوروبية للدواء مثل مرهم "كلوفات" المسرطن، وأن غلاء اسعار كل الادوية المسوقة عبر الانترنت التي تترواح بين 2000 دينار ومليون سنتيم. وقد لفتت المنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك في بيان لها امس الى تزايد نشاط صفحات وطنية ومواقع إلكترونية تروج لأدوية ومنتجات صيدلانية ومستحضرات صحية وخلطات عشبية عن طريق الانترنت. وحذرت في هذا البيان من الانسياق وراء الإعلانات المظللة في بعض المواقع الإلكترونية والتي تقوم ببيع الأدوية والمستحضرات الصحية والعشبية مجهولة المصدر لأن اغلب المستحضرات قد تكون ذات خطورة بالغة لعدم معرفة محتواها من المواد الصيدلانية بالإضافة إلى غياب وسائل تأكيد الجودة والفاعلية للمستحضر، كما أن نسبة كبيرة من هذه المستحضرات مغشوشة أو خالية من المواد الفعالة وقد يؤدى استخدمها إلى تفاقم الحالات المرضية التي قد تصل إلى حد الوفاة لا سمح الله. ومن باب التذكير قالت المنظمة إن هذه المنتجات ذات خطورة عالية على صحة المستهلك من مكملات غذائية مجهولة المصدر والتركيب كما عبرت المنظمة عن أسفها من الإقبال الكبير من طرف شريحة واسعة من المجتمع على هذه المنتوجات الأمر الذي يدفع الى تحذير المستهلك من العواقب المدمرة على المديين القصير والبعيد.