البلاد - بهاء الدين.م - يشرع وزير الدفاع الأمريكي، مارك إسبر، يوم الخميس، في زيارة عمل إلى الجزائر لبحث ملفات أمنية وعسكرية مرتبطة بمكافحة الإرهاب وتعزيز التعاون المشترك. وتعد زيارة إسبر الأولى لممثل البنتاغون للجزائر منذ 15 سنة، حيث زار وزير الدفاع الأمريكي الأسبق دونالد رامسفيلد الجزائر في فيفري 2006. وأوضح تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية، أن "الزيارة تأتي في إطار جولة لوزير الدفاع الأمريكي تقوده للمغرب العربي، يستهلها بتونس يوم الأربعاء، حيث سيلتقي الرئيس قيس سعيد ونظيره التونسي ابراهيم البرتاجي، ثم يلقي خطاباً في المقبرة العسكرية الأمريكية في قرطاج". وحسب المصدر "سيحط وزير الدفاع الأمريكي الرحال يوم الخميس بالجزائر، حيث سيجري محادثات مع رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون وسيتم التطرق إلى تعميق التعاون مع الجزائر حول قضايا الأمن الإقليمي الرئيسية"، بالإضافة إلى "ملفات التهديدات الأمنية من طرف بعض التنظيمات بالمنطقة، بالإضافة إلى الملف الصيني والروسي في القارة الأفريقية"، ليختتم جولته المغاربية بزيارة إلى المملكة المغربية يوم الجمعة. ومنذ أسبوع، حظي ستيفن تاونسند، قائد "أفريكوم" (قيادة القوات الأمريكية في أفريقيا)، باستقبالات رفيعة المستوى، من الرئيس عبد المجيد تبون ورئيس أركان الجيش الفريق سعيد شنقريحة، ضمن مشاورات حول الملف الليبي والمالي، وفرص التعاون حول ما سمي مشروع "إضعاف التنظيمات الإرهابية". وأكّد بيانٌ لوزارة الدفاع الوطني أن الفريق سعيد شنقريحة شدد على أنّ "الجزائر مستعدة لتعزيز الشراكة مع واشنطن في المجال العسكري، من خلال الميكانيزمات القائمة على الشفافية والصراحة والمصالح المشتركة". من جانبه، قال ستيفن إن "واشنطن تعتبر الجزائر شريكًا ملتزمًا في محاربة الإرهاب"، مشيرا إلى أن "إضعاف المنظمات المتطرفة العنيفة والنشاط الخبيث وتعزيز الاستقرار الإقليمي ضرورة متبادلة بين الجزائروواشنطن". وأضاف الجنرال الأمريكي "لدينا الكثير الذي يمكننا تعلمه ومشاركته بعضنا مع البعض الآخر، وتعزيز هذه العلاقة مهم جدًا بالنسبة لنا". وصرح ستيفن أن "الجزائر تعتبر شريكا موثوقا وقويا جدا وتواجدي هنا نابع من قناعتنا أن الجزائر يمكن أن تضطلع بدور جد هام لضمان الأمن والسلم في كل أرجاء المنطقة". وبعد أن وصف العلاقات القائمة بين أفريكوم والجزائر ب "الجيدة"، أعرب الفريق الأول ستيفن طاون ساند عن أمله "في توسيعها إلى مجالات أخرى". ويشير أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية إدريس عطية إلى أن "أمريكا تقدر جداً دور الجزائر، لاسيما في مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل وفي الإطار الشمال إفريقي وحوض المتوسط، وهذه الزيارة تحمل أبعاداً عدة، أولها الرغبة الأمريكية في تحويل قيادة "أفريكوم" من شتوتغارت الألمانية إلى إفريقيا. مع العلم أن أغلب التقديرات العلمية وتصورات المحللين السياسيين ترشح ليبيا لاستقبال قاعدتها". ويذكر عطية أن "هذا الطرح لا يدخل في تصور الجزائر وفي علاقتها مع أمريكا، لأن موقف الجزائر تقليدي وواضح في هذا الشأن، وهو رافض وجود قواعد أجنبية لديها أو في الجوار أو في إفريقيا عموماً. لذلك تدخل الزيارة في إطار التعاون العسكري، وهو مبدأ تؤمن به الجزائر وتحبذه، إثر معاناتها من حدود مفتوحة وملتهبة، كما تميل وترغب في التعاون الاستخباراتي لأنه مفيد بالنسبة إلى أجهزتها الأمنية". ويوضح عطية أن استقبال قائد "أفريكوم" من رئيس الجمهورية أو من رئيس الأركان يأتي في إطار التعاون معها، "وهو لا يؤثر في موقف الجزائر بخصوص بعض القضايا، لأنه ومنذ عام 2007 ترفض الجزائر وجود أفريكوم في القارة السمراء وترفض عادة تولي مهمات عسكرية نيابة عن واشنطن وتؤسس دائماً لمبدأ الندية في إطار الثلاثية التي تنادي بها الخارجية الجزائرية، الأمن والتنمية والسيادة". واللافت هو عوامل دولية جديدة طرأت على العلاقة بالقارة الأفريقية، "فالتوجه الأمريكي نحو إفريقيا له سبب دائماً، وهو أن أطرافاً دولية عدة باتت منخرطة في هذه القارة، سواء الصين أو الوجود الروسي أو التركي أو الإسرائيلي أو البرازيلي"، يضاف إلى ذلك "اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وهو عنصر داخلي له بعد براغماتي محض يسعى إليه الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، فهو رجل أعمال براغماتي وتفكيره العسكري والاقتصادي يرتبط دائماً بمصالح أمريكا".