ستفتتح الإمارات قنصليتها لدى المغرب في مدينة العيون الصحراوية المحتلة، حسب ما أعلن عنه الديوان الملكي المغربي في بيان بعد مكالمة هاتفية بين ملك المغرب محمد السادس وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد. الخطوة الإماراتية، لا تزن في ميزان القانون الدولي أكثر من الورق الذي سيستعمل في إجراءات إنشاء هذه القنصلية ، لأن الصحراء الغربية منطقة متنازع عليها، والمواثيق الأممية لا تعترف بالتمثيليات الدبلوماسية في المناطق محلّ النزاع قبل تمكين شعوبها من تقرير مصيرها. ولم تبادر دول تعتبر في حكم الحليفة الاقتصادية للمغرب على غرار فرنسا والجارة الشمالية إسبانيا، بافتتاح قنصليات لها في الأراضي الصحراوية المحتلة ، وهو ما يدلّ على أن ما قامت به الإمارات لا يمتّ بصلة لأبجديات البراغماتية في العلاقات بين الدول، ولا يعدو كونه إجراء شكليا لتبادل المجاملات بين النظامين الملكين لأبو ظبي والرباط. لكن الأدهى من ذلك ، أن تكون القنصلية الإماراتية في العيون الصحراوية، ردّا من أبو ظبي على موقف الجزائر الرسمي من "الهرولة" العربية التي قادتها الإمارات نحو التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، الذي عبّر عنه، وبصريح العبارة، رئيس الجزائر الذي يعتبر القضية الفلسطينية "أم القضايا" ويؤكد بأنه لا حلّ لها من دون احترام حقوق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس.