أثبتت دراسة أنجزتها الجمعية الجزائرية لمرض الزرق الذي يصيب البصر ويتسبب في فقدانه، أن نسبة الإصابة بالمرض بولاية الوادي تبلغ 2.9 بالمائة. وأشارت الدراسة التي أشرفت عليها الجمعية الجزائرية لمرض الزرق رفقة فريق طبي متخصص للمستشفى الجامعي ''لامين دباغين'' لباب الواد أن نسبة 2.25 بالمائة من المصابين يجهلون إصابتهم بهذا المرض. وقد شملت الدراسة التي تم إنجازها مؤخرا عينة تتكون من 839 مريضا يقطنون بمدينة الوادي والدوائر المجاورة لها 425 رجلا ما يمثل 8.55% و414 امرأة بنسة 2.44%، وتتراوح أعمار هذه الفئة من الجنسين بين 04 إلى 69 سنة، ومن بين الوسائل التي اعتمد عليها الفريق الطبي المتخصص لإنجاز هذه الدراسة هي معاينة الأشخاص التي تبلغ أعمارهم ال04 وما فوق وضبط عوامل الخطورة وقياس ضغط البصر وفحوصات أخرى معمقة، وقد ركزت الدراسة على عوامل الخطورة عند الأشخاص الذين تمت معاينتهم مثل داء السكري الذي تم تشخيصه عند 141 شخصا بنسبة 51% وارتفاع ضغط الدم الشرياني عند 131 شخصا ما يمثل 9.31 % وقصر البصر عند 58 شخصا ب 9 % والإصابة بمرض الزرق العائلي عند 82 مريضا بنسبة % 9.2. وفيما يتعلق بعوامل الخطورة التي تؤدي إلى الإصابة بمرض الزرق أظهرت الدراسة أن ارتفاع ضغط البصر يأتي قي المقدمة بنسبة 58 بالمائة من الحالات وأبرزت تسجيل قابلية الإصابة عند الأشخاص الذين لديهم سوابق عائلية بنسبة 2.9 بالمائة دون أن تكون لهذه السوابق أثر في تطوير المرض. كما تم تسجيل الإصابة عند الأشخاص الذين يعانون من داء السكري وارتفاع ضغط الدم الشرياني دون إثبات العلاقة المباشرة بين هذين المرضين والإصابة بمرض الزرق، وشخصت الدراسة 78 إصابة بمرض الزرق من بين مجموع الأشخاص الذين شملتهم العملية. وقد كانت النتيجة التي خرجت بها الدراسة هي فقدان العصب البصري لمعظم الألياف البصرية مباشرة بعد الإحساس بانخفاض الرؤية مما يدل على تأخر المريض في زيارة الطبيب المختص. وكشفت الدراسة عن ارتفاع الإصابة بمرض الزرق مع التقدم في السن وانتشارها عند الرجال أكثر من النساء، كما أثبتت أن هذا المرض الذي يتطور بصمت غير معروف عند عامة الناس، مشيرة إلى غياب الكشف العفوي للإصابة بمرض الزرق في وسط المجتمع بالإضافة إلى تسجيل إصابة القرنية والرماد الحبيبي بجانب مرض الزرق لدى الذين شملتهم العملية. وتم تسجيل نسبة الإصابة ب 2.9 بالمائة بمنطقة الوادي وجهل نسبة 2.25 من المصابين لمرضهم يعود حسب الدراسة إلى الظروف الاجتماعية والاقتصادية للسكان وارتفاع تكلفة العلاج وبعد المسافة للمنطقة دفع بالمختصين إلى التعجيل بالجراحة دون غيرها من وسائل العلاج. كما دعا المشرفون على هذه الدراسة إلى ضرورة الكشف العفوي للمرض بقياس ضغط البصر والفحوصات المعمقة ابتداء من سن 04. وتعمل الجمعية الجزائرية لمرض الزرق على تطوير البحث وتحسيس المجتمع حول خطر المرض وتطبيق كل الوسائل اللازمة للحماية من فقدان البصر الذي يتسبب فيه مرض الزرق الذي يصل معدل الإصابة به من 05 إلى 07 بالمائة حسب المناطق.