البلاد.نت/رياض. خ- تحدّ جديد تواجهه المصالح الصحية في الجزائر، بسبب ظهور إصابات جديدة بالسلالة المتحورة لفيروس "كورونا" في مدينة وهران على وجه التحديد، وهو ما يحتم على الدولة اتخاذ تدابير استعجالية لاحتواء الوضع، إذ تشير الأرقام الرسمية إلى تسجيل 35 إصابة مؤكدة بفيروس كورونا في ظرف 24 ساعة، مقارنة بالأشهر الفارطة، التي كانت تعرف أرقاما منخفضة في عدد الإصابات بالوباء. في هذا السياق، قال الدكتور بخاري يوسف منسق لجنة رصد وباء كورونا في وهران في إتصال مع "البلاد.نت"، إن كورونا وهران "تجاوزت الحدود وأن سيناريو مخيف" ينذر بانتكاسة وبائية في قادم الأيام. وبشيء من التفصيل، أوضح محدثنا أنه يتم تسجيل أرقام مرعبة في عدد الإصابات المؤكدة، إذ أصبحت تتجاوز معدل 30 إلى 38 إصابة خلال اليوم الواحد، فيما كانت مصالح العناية المركزة خالية إلى وقت قريب، مؤكداً أن وتيرة انتشار الفيروس الحالية لا يمكن التنبؤ بتداعياتها على المنظومة الصحية. ولفت بخاري إلى أن ارتفاع عدد المصابين ب" كوفيد-19" بعاصمة الغرب الجزائري، مرده إلى عدم احترام القواعد الصحية المعلن عنها من قبل السلطات "، مبرزا أن الجزائر كانت تتحكم في الوضعية الوبائية وعبّأت الجميع للوقاية من الفيروس، لكن شهد الوضع في الأسابيع الأخيرة، حالة من التراخي، ما أعاد قاعات العناية المركزة إلى الاشتغال مجددا. وأشار الدكتور بخاري، إلى أن " السلالة البريطانية المتحورة خطيرة وتعرف انتشارا مهولا بين المواطنين، مؤكداً تسجيل 17 حالة في ظرف يقل عن 8 آيام في وهران، تم تسجيلها في ميناء وهران حملها رعية أوكراني على متن باخرة تجارية وسائق سيارة بمطار السانيا الدولي وأشخاص آخرين كانوا محيطين بالرعية الأجنبي، مضيفا أن الأطقم الطبية في مصالح علاج كورونا في وهران، دقت ناقوس الخطر إزاء تعاظم الفيروس الذي شمل كبار السن وحتى شباب في العقد الثالث من العمر، مسجلا وفاة شاب في مستشفى النجمة يبلغ 26 عاما، وهو ما يحتم على السلطات الاستمرار في الإجراءات الاحترازية لتقييد مجال انتشار الفيروس"، مبرزا أن "الفيروس إذا انتشر أكثر بين الناس فإن ذلك سيشكل خطرا على الصحة العامة. وبحسب ما أورده المتحدث، فإن انتشار السلالة المتحورة بين المواطنين يعني العودة إلى 2 مارس 2020، مبرزا أن "على المواطنين الحرص على إحترام الإجراءات الإحترازية والوقائية في إطار مواصلة مجهودات الدولة في تطويق رقعة انتشار الوباء، والحد من انعكاساته السلبية. وشدّد المتحدث، على أن ما حدث مؤخرا جعل الجميع يتساءل عن سبب هذا التهاون والتراخي وأحيانا تجاوز التدابير والاستهتار بها"، لافتاً الانتباه إلى أنه " إذا استمر الوضع التصاعدي في عدد الإصابات، فإن ذلك سينقل البلاد إلى مصاف الدول التي أعلنت عن ظهور موجات وبائية أخرى، منبها في القول إن الفيروس في نسخته الجديدة "لا يمهل" وهو ماض في الإنتشار، داعيا إلى الإبقاء على نفس الالتزام إن لم يكن مضاعفته، من أجل الحد، قدر الإمكان، من انتشار الوباء، مؤكدا أن الأمن الصحي للمواطن يظل "أولوية"، موجها توصيات بمنع التجمعات وإلزامية ارتداء الكمامات والعودة إلى فرص عقوبات ضد المخالفين لقواعد السلامة الصحية. وختم الدكتور بخاري تصريحه بأن العودة لقرار فرض تشديدات جديدة "أمر صعب" بالنظر لتداعياته السلبية على كافة القطاعات النشطة، مضيفا أن المسؤولية الجماعية تبقى الحل الوحيد للخروج بأقل الأضرار من هذه الأزمة الصحية.