شيّع، أمس، جثمان المجاهد والوزير الأسبق ورئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، الشيخ عبد الرحمان شيبان (93 سنة)، إلى مثواه الأخير بعد صلاة العصر بمقبرة مسقط رأسه ببلدية الشرفة ولاية البويرة، بحضور شعبي غفير· وأعلن نوفل شيبان، نجل المرحوم، وفاة العالم والمربي الشيخ شيبان في حدود السادسة والنصف صباحا من يوم الجمعة، بعد مرض عضال ألزمه الفراش في الآونة الأخيرة· وعمدت جمعية العلماء إلى إعلان إلقاء النظرة الأخيرة على فقيد الجزائر بمقر الجمعية بحسين داي، قبل أن ينقل نعشه إلى مسقط رأسه ليوارى الثرى بمقبرة الشرفة بولاية البويرة· وفي باحة الجمعية، تم إنزال جثمان الشيخ الذي غطي بالعلم الوطني من سيارة إسعاف تابعة لبلدية حيدرة، في حدود الساعة الحادية عشرة زوالا· وأمام نعش الفقيد وقف أبناؤه لتلقي التعازي، في غياب لافت للحضور الرسمي الذي اقتصر على الممثل الشخصي للرئيس بوتفليقة والأمين العام لجبهة التحرير الوطني، عبد العزيز بلخادم، الذي فضل بعد إلقاء النظرة الأخيرة على الشيخ شيبان الانزواء غير بعيد عن مكان النعش· كما حضر مراسم التشييع رئيس حركة مجتمع السلم أبو جرة سلطاني، الذي تبادل أحاديث جانبية مع الرقم الثاني في الحزب المحظور علي بلحاج الذي كان حاضرا أمس في مقر جمعية العلماء لإلقاء النظرة الأخيرة، قبل أن يصل المرشح السابق للرئاسيات والأمين العام الأسبق للأفلان علي بن فليس إلى المكان مرفوقا بحراسته الأمنية، حيث قرأ فاتحة الكتاب على روح الفقيد، قبل أن يتوارى عن الأنظار· وفي زاوية أخرى كان يقف أحمد طالب الإبراهيمي المرشح السابق للرئاسيات رفقة رفيق دربه الذي أسس حزب العدالة والحرية والمرشح للرئاسيات الماضية محمد السعيد، رفقة الأمين العام السابق لحركة الإصلاح جمال بن عبد السلام، قبل أن يمتطي الرفقاء معا سيارة ”باسات” مباشرة بعد خروج سيارة الإسعاف التي أقلت جثمان الفقيد· وفضل مؤسس جبهة العدالة والتنمية، الشيخ عبد الله جاب الله، الاجتماع مع محمد بولحية وعدد من أتباعه، وغير بعيد عنهم كان الأمين العام الأسبق للأفلان عبد الحميد مهري يجلس على كرسي، رفقة إطارات جمعية العلماء المسلمين· في حين شوهد وزير التربية الأسبق أحمد بن محمد رفقة إطارات من وزارة الشؤون الدينية، الذين حضروا بقوة، في وقت غاب وزيرهم بوعبد الله غلام الله· وبُلّغ الذين حضروا لإلقاء النظرة الأخيرة على الفقيد أن اتصالا ورد من وزير المجاهدين محمد الشريف عباس الذي يعتذر عن عدم تمكنه من الحضور· كما كان حضور النسوة لافتا لإلقاء نظرة الوداع والدموع تنهمر من أعينهن· وفي الخارج كان رجال من الأمن الوطني بالزي الرسمي والمدني ينظمون حركة المرور، في جو خيل للمعزين أن شخصية مرموقة في الدولة قد تحط رحالها بمقر الجمعية لتوديع ابن الجزائر البار إلى مثواه الأخير، غير أن الأمر لم يحدث·