الشيخ أقنع الايرانيين بسحب ترشيح اللغة الفارسية لصالح لغة الضاد واحدة من أبرز إنجازات الشيخ عبد الرحمان شيبان، التي تعتبر مفخرة للجزائر وتبقى خالدة في أذهان الأمة الإسلامية، دوره الكبير في اعتماد اللغة العربية كلغة رسمية خامسة لدى هيئة ”اليونيسكو”، خلال مشاركته في ندوة للتربية والتعليم لهذه المنظمة سنة ,1966 ضمن الوفد الذي ترأسه آنذاك الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي، حيث كان وزيرا للتربية الوطنية، وكان من بين مواضيع الندوة اعتماد لغة خامسة رسمية للمنظمة تضاف إلى اللغات الأربع المعتمدة الانجليزية، الفرنسية، الإسبانية والروسية، فكانت اللغة العربية من بين اللغات المرشحة لنيل هذا الشرف العالمي إلى جانب كل من اللغة الصينية والهندية والفارسية· وكانت إيران هي أكبر المرشحين حظا لترسيم لغتها الفارسية كلغة عالمية خامسة، وقد حرصت وسعت إيران لتوفير كل فرص النجاح لمسعاها ماديا ومعنويا· غير أن الشيخ شيبان حزّ في نفسه أن تكون اللغة العربية لغة القرآن والإسلام، خارج هذا التصنيف، فتوجه حينها إلى الوفد الإيراني واتصل بهم لإقناعهم بسحب ترشيحهم· ومن بين ما قاله الشيخ لهم ”إن اللغة العربية هي لغة عقيدة وحضارة، قبل أن تكون لغة قومية، والدليل على ذلك أن المساهمة في بناء مجد الحضارة العربية الإسلامية كانت لشخصيات من أصول فارسية، نبغوا في مختلف ميادين الثقافة العربية، وإن الوفاء لأولئك العباقرة والتمجيد الحقيقي لهم، إنما يكون بالدفاع عن اللغة التي كتبوا بها، وخلدوا ذكرهم ببناء صرح حضارتها، وترقية ثقافتها···”، فلم يجد الوفد الإيراني من حجة أقوى من هذه فاقتنع وسحب ترشيحه لصالح اللغة العربية· لكن لم يتوقف عند ذلك بل اتصل بوفود عربية أخرى للسعي إلى إقناع الوفد الأمريكي الذي اعترض على ترسيم اللغة العربية إلى جانب بريطانيا، وفرنسا، وإسرائيل، فنجح الشيخ شيبان أيضا في هذا المسعى، وبذلك صدر في هذه الدورة ال 14 قرار اعتماد اللغة العربية، اللغة الخامسة الرسمية لهيئة اليونسكو، على أن يطبق هذا القرار ابتداء من سنة ,1968 وقد نشرت جريدة الشعب البيان بتاريخ 19 نوفمبر ,1966 في العدد 1219 تحت عنوان: ”العربية تصبح لغة رسمية في منظمة اليونسكو” بأغلبية 50 صوتا ضد ,11 وامتناع 10 عن التصويت بعد مناقشات دامت عدة أيام·