أكد خير الدين بوخريصة رئيس جمعية 8 ماي 1945 أنه على فرنسا تعويض ضحايا التجارب النووية الفرنسية على الجزائر واصفا إياها بجريمة حقيقة ارتكبت في حق الجزائريين في 13 فيفري ,1960 مشددا في الوقت نفسه على ضرورة عرض المطروحات الجديدة المتعلقة حول هذا الموضوع في ضوء القانون الفرنسي المزمع تمريره في البرلمان الفرنسي المتعلق بتعويض ضحايا تلك التجارب النووية الذي فاق عددهم 24 ألف شخص، هذا الأخير صادق فقط على المطالب التي تخص التعويضات التي تمس فئة الجنود الفرنسيين فقط والذين تعرضوا لآثار هذه التجارب، قال ذلك، خلال اللقاء الذي أجرى يوم الأربعاء الفارط بسينما ''الثقافة'' بالجزائر العاصمة بحضور خبراء نوويين ومجاهدين عايشوا الحدث إلى جانب أساتذة في التاريخ وكذا بعض معطوبي الجريمة النووية، الذي تزامن مع مرور حوالي نصف قرن عن المجازر النووية التي ارتكبتها فرنسا في منطقة رفان وتحديدا ببلدية الحمودية، والتي وصلت طاقتها التفجيرية إلى حدود 70 كيلوطناً، في مأساة أطلق عليها مختصون ''اليربوع الأزرق''، إذ فاقت قوتها التفجيرية سبعة أضعاف ما خلفته قنبلتي هيروشيما وناجازاكي في الحرب العالمية الثانية، امتد تأثيرها حتى البلدان الافريقة المجاورة. من جهته أكد العبودي أستاذ الفيزياء النووية بجامعة وهران أنه لا بد من توثيق كل مخلفات التفجيرات النووية الفرنسية على الجزائر، مشيرا إلى ما جرى في غزة مؤخرا حيث وثقت كل الجرائم الإسرائيلية بالصور، مشيرا إلى أن تكتم فرنسا على تلك الجرائم يدل على شدة بشاعتها. كما تطرق العبودي خلال مداخلته إلى أثار الإشعاعات التي خلفتها تلك التفجيرات التي يستمر تأثيرها إلى 24 ألف سنة قادمة حسب علم الفيزياء، مضيفا أن كل أموال فرنسا لا تكفي لتعويض ضحايا التفجيرات النووية. وشدد الدكتور العراقي عبد الكاظم العبودي المختص في البيوتكنولوجيا النووية أن التجارب النووية الفرنسية بمنطقة رفان جريمة حرب بكل المعايير، مضيفا أنها تندرج ضمن سلسلة الجرائم الطويلة التي اقترفتها فرنسا في الجزائر، قائلا: ''بعض تلك التفجيرات فاق أربع مرات قدرة تفجير قنبلة هيروشيما النووية''. وفي السياق ذاته قال منقلاتي أستاذ التاريخ بجامعة أدرار إن ادعاء فرنسا أنها أخذت كل احتياطاتها قبل القيام بما أسمته تجارب غير صحيح بحكم أن اليوم الذي أجريت فيه كانت هناك رياح صحراوية أدت إلى نقل الإشعاعات إلى مناطق بعيدة، كما أنها لم تقم بتطهير المنطقة من مخلفات الإنجازات.