أكد خير الدين بوخريصة رئيس جمعية 8 ماي 45 أن قبيلتان اختفتا تماما في الصحراء الجزائرية بعد التفجيرات النووية التي كانت هذه الأخيرة مسرحا لها، وتساءل في الذات السياق في لقاء ب"النهار" عن خلفية استمرار المحرقة الفرنسية في الصحراء الجزائرية بعد سنة 1962، على اعتبار أن الجزائر كانت قد حققت سيادتها على كامل التراب الوطني. وأضاف خير الدين بوخريصة في ذات السياق قائلا: نستطيع تبرير التجارب النووية التي أجرتها فرنسا في الصحراء الجزائرية قبل 62، لكن التجارب التي كانت بعد هذا التاريخ لا مبرر لها أن استمرار هذه التجارب في الأراضي الجزائرية، وأوضح بوخريصة في سياق آخر أن مسؤولية التجارب التي قامت بها فرنسا منذ سنة 1962 إلى غاية 65، أي بعد الانقلاب الذي أسفر عن إبعاد الرئيس الأسبق أحمد بن بلة على كرسي الرئاسة، كما حمل الرئيس الراحل هواري بومدين مسؤولية التجارب النووية التي أجريت إلى غاية 1966 . اتفاقيات "افيان"، لم تنص على القيام بمثل هذه التجارب وفي سؤال "النهار" بخصوص إمكانية تضمن اتفاقيات "افيان" على بنود سرية تمنح فرنسا حق إكمال هذه التجارب النووية تحت غطاء دولة مستقلة، أجاب هذا الأخير أن اتفاقيات "افيان" لم تحتوي هذه البنود صراحة، وقال أن العيب يقع على الذين شاركوا في اتفاقيات "افيان" واحتمل أن يكونوا قد تعرضوا لضغوطات مقبل الحصول على الاستقلال تطلبت منحهم تقديم تنازلات من هذا النوع، خاصة وانه كانت قائمة مفاوضات من جهة أخرى من اجل أن تتنازل الجزائر على الصحراء الجزائرية، وتحتفظ فرنسا بهذه الأخيرة على اعتبار أنها تحتوي البترول وأنها الأنسب لمثل هذه التجارب. نطالب الدولة بمساعدتنا لرفع دعاوي قضائية ضد فرنسا طالب خير الدين بوخريصة الدولة في حديثه لنا الدولة بمساعدة الجمعيات الناشطة في هذا المجال مستشهدا بالجمعيات الفرنسية لقدماء الحرب أجبرت البرلمان لإصدار قانون لتعويضهم، ودعا بوخريصة البرلمانيين للتحرك من اجل تعويض ضحايا هذه التفجيرات، أو القيام بما من شانه انه يحمي سكان المناطق التي تعرضت لمثل هذه التجارب النووية. القضية لا تتعلق الآن بفضيحة وأصبح الصمت جريمة ضد الإنسانية تأسف بوخريصة لغياب خرائط خاصة بمواقع التفجيرات النووية الفرنسية، وقال في هذا السياق موضحا متحدثا عن إمكانية احتواء اتفاقيات "افيان" بنود سرية تقضي باستمرار التجارب النووية الفرنسية في الصحراء: القضية لم تعد تتعلق بفضيحة قد تخرج إلى الرأي العام في أية لحظة، في ظل الخطر الدائم الذي يهدد أصحاب المنطقة في أية لحظة وعندما يتعلق الأمر بأشخاص يولدون معوقين أو بأمراض السرطان، القضية اكبر من ذلك تماما عندما نتحدث استمرار المحرقة الفرنسية في الجزائر. رحماني هو الأول المطالب بفتح ملف التجارب النووية قال رئيس جمعية 8 ماي 45 في رده على السفير الفرنسي الأسبق بخصوص أن الموقف الرسمي الجزائري لم يطالب بتعويض ضحايا التفجيرات النووية في الصحراء الجزائرية ولا حتى بالأرشيف، أن خطابات الرئيس لا تخلوا من هذا النوع من المطالب، ولا أظن انه يثير هذه المواضيع من اجل الحديث فقط، وخص حديثه بوزير البيئة شريف رحماني قائلا": شريف رحماني يقوم على مؤسسة صحاري العالم يجهل ما يوجد في صحرائه".