أكد وزير الخارجية العراقي هوشيبار زيباري وجود العشرات من ''المهاجمين الانتحاريين''المنحدرين من الجزائر، تونس والمغرب، يعتزمون تنفيذ هجمات في الوقت الحالي ضد أهداف عراقية وأمريك وأفاد وزير الخارجية العراقي خلال ندوة صحفية عقدها أول أمس بالعاصمة العراقية بغداد مع نظيرته الأمريكية هيلاري كلينتون، أن جهاز المخابرات العراقي وبناء على معلومات استخبارتية في غاية الدقة، رصد وجود انتحاريين ينتظرون الضوء الأخضر من أمرائهم في الجماعات المسلحة وبالخصوص تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، لتنفيذ هجمات انتحارية في العراق وبالخصوص في العاصمة بغداد، دون أن يحدد طبيعة الهجمات المزمع تنفيذها ويترك المجال امام الجهات الأمنية المختصة لإفشال تلك الهجمات الانتحارية، وبدا الوزير العراقي زيباري ممتعضا مما اسماهم ''بالإرهابيين الذين يأتون إلى العرق بفتاوى جهادية من شمال إفريقيا''، وقدر عدد الواصلين إلى الأراضي العرقية لقتال القوات العراقية والأمريكية بالعشرات، وهذا ما هو ظاهر على أرض العراق من خلال عودة العمليات سواء كانت انتحارية أو هجمات في الأيام الأخيرة ووصلت إلى قلب العاصمة بغداد وأحدثت خسائر بشرية واسعة، على الرغم من ادعاء الحكومة العراقية أنها قد أوقفت أمير دولة العراق الإسلامية أبوعمر البغدادي الأسبوع الماضي. ويعود تواجد الجزائريين في صفوف المقاومة العراقية إلى بداية الاحتلال الأمريكي للعراق سنة 2003، حيث أخذ عديد الشبان الجزائريين وبالخصوص من السلفية والعناصر الإرهابية التائبة ''الحمية'' مما أسموه هدرا للعرض واستباحة للأمة الإسلامية وفرض الجهاد شرعا لمقاتلة الغزاة الأمريكان، على الرغم من أن أقطاب السلفية في السعودية أصدروا فتاوى في تلك الفترة بعدم جواز الجهاد في العراق لغير العراقيين والتي أحدثت لغطا كبيرا واتهم فيها المشايخ بموالاة الأسرة المالكة في السعودية المتهمة بالتواطؤ مع أمريكا، وهو ما دفع بالعشرات من الشبان الجزائريين إلى ''الجهاد'' في العراق مثلما يقولون. وفي هذا الخصوص كشف مصدر أمني ل''البلاد'' عينات من شبان جزائريين نفذوا عمليات انتحارية في العراق مثلما هو الحال مع ''ج.ا'' من الحميز وهو متورط سابق في دعم الجماعات الإرهابية ليشد الرحال فيما بعد إلى العراق، حيث نفذ هجوما انتحاريا ضد قافلة أمريكية وقد بُلغت عائلته بوفاته فيما بعد عن طريق اتصال هاتفي من متحدث عراقي. ونفس الحادثة تكررت مع شاب آخر من براقي في ريعان الشباب فجر نفسه وسط دورية أمريكية صبيحة يوم عيد الفطر سنة 2005. كما أن محاكم الجنايات تشهد وبصفة دورية محاكمة العائدين من العراق الذي تنقلوا إليه طمعا في الجهاد والشهادة -مثلما يقولون- وكانت دراسات سابقة أعدتها مؤسسات أمريكية وغيرها أكدت أن عدد الجزائريين أقل بكثير من عدد الإرهابيين من جنسيات أخرى في العراق. فيما أكدت أخبار العائدين من العراق أنهم تفاجأوا كثيرا للواقع المر الذي وجدوه في العراق، خلافا لما كان لديهم من معلومات أو ما تصوروه قبل الارتماء في دوامة المأزق العراقي.