الأسد يستعين بجنرالات مجزرة حماة الأولى لقمع المظاهرات أيمن· س/ وكالات وجه أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني عبر حوار لقناة ”الجزيرة”، بث أمس، رسائل مبطنة وشديدة اللهجة إلى النظام السوري، فيما بدا نفيا للأنباء التي تحدثت عن تعرضه لمحاولة اغتيال، وهو في طريقه إلى القصر الأميري· وفي الأثناء، نقلت قناة ”روسيا اليوم” عن مصدر مقرب من العائلة الأميرية القطرية أمس، نفيه إصابة أمير البلاد أو تعرضه لمحاولة اغتيال· وفيما لم يصدر أي تعليق رسمي حتى الساعة، أطل الأمير حمد في رسالة صوتية عبر قناة ”الجزيرة” ليؤكد أن ”الشعب السوري لن يتراجع عن مطالبه”، وذلك بعدما دخلت الاحتجاجات في سوريا شهرها الخامس· وقد فسرت كلمة الشيخ حمد بن خليفة بأنها رد حازم على رسالة التهديد المبطنة، التي حملها نبأ محاولة اغتياله المزعومة· وأشار الأمير إلى استمرار ”عمليات القتل في سوريا”، ورأى أن ”الاحتجاجات الشعبية لن تتوقف”، مؤكدا أن ”الشعب السوري لن يتراجع عن مطالبه، وهذا أمر واضح”· ومعلوم أن قطر اتخذت منذ انطلاقة الربيع العربي موقفا مؤيدا بحماسة مطلب شعوب المنطقة في الحرية· ووقفت الدوحة في طليعة الدول الداعمة للإطاحة بالقذافي، ومدت ”الثوار” في ليبيا بالعتاد والمال، وأرسلت طائراتها من طراز ”ميراج” للمساعدة في فرض حظر الطيران فوق ليبيا· واتخذت الدوحة موقفا بالحزم نفسه تجاه الثورة في سوريا، حيث جندت قناة ”الجزيرة” لعرض المجازر التي يرتكبها النظام بحق السوريين، مثلما فعلت القناة عند اندلاع الثورات في تونس ومصر وليبيا· ويلاحظ مراقبون أن الدبلوماسية التي تنتهجها قطر راهنا، وتعكسها نوعية تغطية قناة ”الجزيرة”، تمثل انقلابا على النهج الذي كان مطبقا في السابق· وفي تطورات الوضع السوري، أكدت مصادر غربية مطلعة أن الرئيس السوري بشار الأسد يستعين بجنرالات عسكريين متقاعدين، من رفاق والده الرئيس الراحل حافظ الأسد، ممن شاركوا في إخماد حركة الإخوان المسلمين عام 1982 في حماة ومن الضالعين في المجازر التي ارتكبت هناك في الثمانينات، من أجل القضاء على حركة الاحتجاجات الحالية التي انطلقت منذ منتصف مارس الماضي· ونقلت صحيفة ”الشرق الأوسط” في عددها الصادر أمس عن ذات المصادر قولها إن استقدام الجنرالات المتقاعدين جرى منذ بداية الاحتجاجات في مارس الماضي، حيث ”عاد إلى القصر الرئاسي بصفة مستشار رجلا الاستخبارات المرعبان علي دوبا ومحمد الخولي، ومؤخرا أعيد للعمل بصفة مستشار أيضا الجنرال الدرزي نايف العاقل”، وهو غير معروف إعلاميا، كونه من رجال الصف الثاني، ولكن ”معروف عنه الشراسة وهو أحد الضالعين في مجزرة حماة .”1982 وأضافت المصادر أن القاسم المشترك بين هؤلاء هو ”تورطهم في الماضي الدموي لعائلة الأسد”، ورأت أن الاستعانة بهم اليوم لإخماد الاحتجاجات يؤكد المعلومات التي حصلت عليها المصادر من دوائر قريبة من القصر الرئاسي بأن ”النظام مقبل على توجيه ضربة قاضية للاحتجاجات بعد فشل الحل الأمني ونشر الجيش لبسط السيطرة على المدن ومنع الاحتجاجات”· من ناحية أخرى، قتلت القوات السورية أمس، ثلاثة أشخاص خلال عمليات مداهمة واقتحام لحمص والقرى الحدودية لمدينة جسر الشغور بمحافظة إدلب، كما اقتحمت مدينة حماة وأطلقت النار بشكل كثيف، وسط أنباء عن حدوث انشقاقات كبيرة بالجيش، يأتي هذا مع استمرار خروج المظاهرات المطالبة برحيل النظام· وذكر الناطق باسم لجان التنسيق المحلية عمر إدلبي في تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية، أن قوات الأمن اقتحمت حي الخالدية بمدينة حمص، وأطلقت النار مما أسفر عن مقتل شخصين·