شدّد مؤرخون وكتاب وسياسيون أمس، على ضرورة عودة النخبة الجزائرية من أجل قيادة قاطرة التغييرات والإصلاحات الجارية في البلاد، وقالوا إنه ”حان الوقت للتحاور بين مختلف شرائح المجتمع لإيجاد صيغة توافق حول المبادئ المشتركة وتبني مواقف ثابتة موحدة، من خلال تشكيل نخبة تكون في طليعة التغيير الديمقراطي والإصلاحات السياسية الجذرية المرتقبة التي تبنتها الجزائر وكذا مواكبة التغييرات الجارية وقيادة المجتمع وإرشاده إلى ما هو أصلح له· في هذا الإطار، أكد متدخلون خلال الندوة التي نظمها مركز الدراسات الإستراتيجية والأمنية، أن ”النخبة الجزائرية تعاني التهميش والإقصاء مما دفع بمعظمهم إلى مغادرة الجزائر بحثا عن المكانة التي ترقى بهم في الخارج”، وهو ما جعل الجزائر حسب المتدخلين ذاتهم تدخل في دوامة من المشاكل منذ عدة عقود، وبالتالي فهذه الشريحة تتحمل جزءا كبيرا من الأزمات التي تمرّ بها البلاد اليوم”، ولأن الجزائر اليوم تمرّ بمحطة جديدة ومهمة من مراحل تاريخها، في ظل الإصلاحات السياسية والاقتصادية وعلى جميع الأصعدة، فإن ”الدولة اليوم بحاجة إلى نخبة طباعية بمعنى منظمة ومستخرجة من الشعب أي منتقاة وليست معينة، تستجيب لمتطلبات الشعب وتأخذ بعين الاعتبار متطلباته تقترب منه ولا تنتظره”، وتقود الأمة إلى التغييرات الهادفة الذي ليس من أجل موالاة أغراض شخصية ولا شعباوية”، وطرح المتدخلون في هذا الصدد ”مشكل تجميع النخبة في الجزائر” وأكدوا أن ”الأمر يتطلب أن تكون هذه النخبة واعية وتحمل مسؤولياتها لوحدها لتلتحق بركب الإصلاح، وأن يحملوا هموم الأمة في قلوبهم”· وقد أكد المحاضر بدر الدين الميلي حول الموضوع، على ضرورة فتح باب الحوار أمام هذه النخبة، باعتبار أن الوقت قد حان لفتح حرية التعبير للنخبة داخل وخارج الوطن والمساهمة في حل المشاكل والأزمات التي تمر بها بلادهم·