أجرى رئيس وزراء الكيان الصهيوني إيهود أولمرت، أمس الأحد، مشاورات مع وزيرة الخارجية تسيبي ليفني ووزير الحرب إيهود باراك حول مشروع التهدئة في قطاع غزة وملف الجندي الأسير جلعاد شاليط ذكرت صحيفة هآرتس أنّ أولمرت سيجري مشاورات مع رئيس الليكود بنيامين نتنياهو قبل اتخاذ أيّ قرار في صفقة تبادل أسرى، مشيرة إلى أن أولمرت سيستمع إلى رأي نتنياهو قبل اتخاذ قرار حول الصفقة وحول اتفاق التهدئة في قطاع غزة وقال مصدر في مكتب رئيس الوزراء: إن نتنياهو يُبلغ بالتطورات أولاً بأول ونعتزم التشاور معه قبل اتخاذ أيّ قرار يكون له تأثير على الحكومة المقبلة ويأتي هذا في الوقت الذي أعلن فيه أن اتفاق التهدئة بات جاهزاً وينتظر الإعلان عنه لكنه ينتظر موافقة الكيان الصهيوني التي تعرقل ذلك من خلال طلبها مجدداً بربط ملف شاليط والمطالبة بتهدئة مفتوحة وهو ما ترفضه حماس والفصائل. من جهتها نقلت صحيفة ''يديعوت أحرونوت'' عن مصدر أمني أن القرار حول صفقة تبادل الأسرى سيتخذ الأسبوع الحالي، وأن الكيان الصهيوني بات أمام ساعة الحسم في هذا الشأن. وقال المصدر ''إنّ صنّاع القرار الصهاينة سيتطلب منهم اتخاذ قرارات صعبة بشأن إطلاق سراح جلعاد شاليط في إطار تسوية توصلت إليها مصر مع حماس''. وأضاف ''إن القرارات الصعبة تتعلّق بإطلاق سراح الأسرى الّذين تطالب بهم حركة حماس ومن بينهم أسرى من قيادة الحركة وعرب 48 داخل الخط الأخضر''. وتراجعت فرص التوصُّل إلى التهدئة الّتي ترعاها مصر بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، بسبب تعنُّت سلطات الاحتلال بإصرارها على فرض شروطها. وعلّق الناطق بلسان حكومة حماس طاهر النونو على الموقف الصهيوني الرافض للتهدئة في قطاع غزة ما لم يتم الإفراج عن الجندي شاليط بالقول: إن هذا لم يطرح على حركة حماس بالمطلق بشكل رسمي طوال الأيام الماضية. وكرّر النونو موقف حركته من أن استحقاق إطلاق سراح شاليط يختلف تماماً عن قضية التهدئة وعن شروطها. وعلى صعيد ذي صلة قالت مصادر مصرية وفلسطينية متطابقة في حديث لصحيفة ''الحياة اللندنية'' أمس: إن إسرائيل تعارض إبرام اتفاق تهدئة تحت سقف زمني محدد بل تريد تهدئة مفتوحة من دون سقف زمني محدد، وكان رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل قد أعلن عن وجود ''انتكاسة'' في المفاوضات بين حركته والكيان الصهيوني بشأن التوصل إلى اتفاق تهدئة، فيما أبدى شكوكه حول إمكانية التوصل إلى اتفاق بحلول أمس الأحد. وقال مشعل بعيد وصوله إلى الدوحة حيث من المقرر أن يتباحث مع المسؤولين القطريين يوم الجمعة: ''أبلغنا المصريون أنه فعلاً )أمس( الأحد تبدأ التهدئة لكن حدثت انتكاسة'' إثر ذلك، ولم يوضّح مشعل طبيعة هذه ''الانتكاسة''، مكتفياً بالإشارة إلى أن ''الإخوة الآن في القاهرة بصدد بحث الموضوع لنعرف إن كان الأمر سيتم يوم الأحد أم لا''