التقى وزير الخارجية مراد مدلسين نظيره المغربي الطيب الفاسي الفهري، حيث تطرق الوزيران إلى واقع العلاقات الثنائية التي تشهد نوعا من التوتر والجفاء· حدث هذا في وقت هنأ فيه الرئيس بوتفليقة الملك محمد السادس بمناسبة احتفال بلاده بالذكرى ال56 لاستقلالها، وأبلغه حرصه الدائم على مواصلة العمل معه لتوطيد علاقات التعاون التي تجمع البلدين· محطة جديدة عرفتها العلاقات الثنائية بين الجزائر والمغرب، خاصة بعد التهجم والتهديدات التي غلبت على خطاب محمد السادس في آخر خطاب له في ذكرى احتلال المغرب للصحراء الغربية عام 1975 فيما يسمى ب”المسيرة الخضراء”، واتهم فيها الجزائر بتعطيل بناء الصرح المغاربي بدعممها جبهة البوليساريو· لكن لقاء مدلسي مع نظيره المغربي نهاية الأسبوع، أعطى دفعا جديدا للعلاقات، حسب تصريحات المسؤولين، حيث عبر وزيرنا للخارجية عن أمله في أن يرى أثر الأخوة والعلاقات التي تربط الجزائر بالمغرب أكثر بروزا خاصة عن طريق الصحافة بالشكل الذي يمكننا من إعطاء صورة أخرى لبلدينا”· وقال مدلسي عقب اللقاء ”نحن بصدد تقييم حالة التعاون الثنائي عبر لقاءات بين مختلف وزراء البلدين التي بدأت تعطي نتائج ملموسة”، وأوضح أن تدعيم هذا التعاون ”سيمكننا من الالتقاء أكثر وأخذ وقت أكثر لتبادل المعلومات حول التحديات والانشغالات الخاصة بنا والتفاهم بشكل أحسن”· من جانبه، قال وزير الخارجية المغربي، الطيب الفاسي الفهري، إن تعزيز العلاقات المغربية الجزائرية يندرج في إطار خارطة طريق ”مقررة على أعلى مستوى”· وأكد الفهري في هذا الإطار على الكيفية والوسائل الكفيلة بتفعيل خارطة الطريق هذه· وذكر بهذه المناسبة بتبادل الزيارات بين وزراء مغربيين ونظرائهم الجزائريين لاسيما تلك التي قام بها وزيرا الفلاحة والطاقة، مضيفا أنه تقرر توسيع هذا التعاون ليشمل قطاعات أخرى· لقاء مدلسي والفهري، هلل له المغرب وبقوة، وهو ما عكسته تصريحات الناطق الرسمي للحكومة المغربية خالد الناصري، حين قال في مؤتمر صحفي ”اللقاء يعكس تشبث البلدين بإيجاد الظروف المواتية لتطبيع العلاقات بينهما”· وأضاف في هذا الخصوص” التطبيع يمر عبر عدد من الخطوات القبلية···ليس هناك مانع للتحاور بجدية مع إخواننا الجزائريين”· ولم يكن لقاء مدلسي والفهري، المحرك الوحيد ”للمياه الراكدة” بين الدولتين، حيث بعث الرئيس بوتفليقة تهنئة للملك محمد السادس عبّر من خلالها عن حرصه الدائم على مواصلة العمل معه لتوطيد علاقات التعاون التي تجمع بين البلدين· وجاء في برقية الرئيس بوتفليقة ”ولايسعني إلا أن أجدد لكم حرصي الدائم على مواصلة العمل معكم في سبيل توطيد علاقات الإخوة والتعاون التي تجمع بين بلدينا وشعبينا الشقيقين ومواصلة توثيقها تحقيقا للمنفعة المشتركة”·