يعقد ملتقى دولي حول الشيخ الصوفي الحاج محمد بن يلس ابتداء من ال26 إلى غاية الثلاثين من الشهر الجاري في تلمسان، وذلك للتعريف بالجانبين الروحي والوطني اللذين يميزان هذه الشخصية التاريخية· ويشهد الملتقى الذي يندرج ضمن فعاليات تظاهرة ”تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية”، حسب المنظمين، مشاركة باحثين وأساتذة جامعيين من الجزائر وسوريا والمغرب وبلجيكا وفرنسا وبريطانيا· وأوضح المنسق العلمي للملتقى الباحث في علوم الإنسان والاختصاصي في الدراسات الصوفية، زعيم خنشلاوي، أن هذا اللقاء العلمي سيخصص لشخصية وطنية ”طبعت بهيبتها ومآثرها تلمسان وجميع أنحاء البلاد وحتى المشرق والمغرب”· وفيما يخص حياة وسيرة الشيخ بن يلس الذي ولد سنة 1847 بتلمسان، قال المتحدث إن الشيخ يعتبر من أكبر وجوه التصوف الجزائري في بداية القرن العشرين، ومن الرعيل الأول للمجاهدين، موضحا أنه انتسب إلى ”الطريقة الدرقاوية” على يد شيخه محمد الهبري ثم أكمل تعليمه على يد الشيخ محمد بن الحبيب البوزيدي·
وقال الدكتور خنشلاوي إن الشيخ أنشأ زاوية بتلمسان تعدت مهامها الروحية لتتحول إلى قاعدة للحركة الوطنية ترعرع بين أحضانها المنظرين الأوائل للحركة الوطنية الجزائرية على غرار مصالي الحاج وغيره من مناضلي ”حزب الشعب” و”حركة الانتصار للحريات الديمقراطية”·
وفي السياق ذاته، قال الباحث إن الشيخ تألق بفضل فتواه التاريخية التي أصدرها سنة 1911 عقب قيام فرنسا بالتجنيد الإجباري للشباب الجزائري، إذ حث الجزائريين على الانتفاضة قبل أن يرحل في ال14 سبتمبر 1911 مرفوقا بأقاربه ومريديه من تلمسان باتجاه دمشق عبر طنجة و”مرسيليا” وبيروت حيث أقام أولا ب”جامع عز الدين” قبل أن ينزل ضيفا على الشيخ محمود أبو الشامات·
من ناحية أخرى، تحدث خنشلاوي عن مدى تأثير هذه الشخصية الصوفية في المشرق، موضحا أنه عقب احتلال بلاد الشام من قبل فرنسا عاد الشيخ بن يلس لحمل مشعل المقاومة حاثا السوريين على رفض الانتداب الفرنسي قبل أن يلقى عليه القبض ويسجن من طرف سلطات الاحتلال· وتوفي الشيخ في ال26 ديسمبر1927 ودفن في ”مقبرة الباب الصغير” بدمشق قرب ضريح الصحابي الجليل بلال بن رباح الحبشي، مؤذن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم·