شرعت السلطات البوسنية في شن حملات اعتقال واسعة النطاق في أوساط قدماء ''المتطوعين'' الجزائريين في الجيش البوسني خلال الحرب على البوسنة، وذلك على خلفية الخطر الذي يمثلونه رفقة غيرهم ممن يسمون بالمجاهدين العرب إبان الحرب على البوسنة، إلى جانب الإقامة غير الشرعية على الأراضي البوسنية منذ 95تاريخ نهاية الحرب. ويأتي على رأس هؤلاء الجزائريين الإرهابي المدعو عيسى بن خيرة المطلوب لدى السلطات الجزائرية لتورطه في أعمال إرهابية تحت إمرة الجيا، حسب ما نقلته الصحافة البوسنية أول أمس حين كشفت -حسب مصادر أمنية محلية- أن هؤلاء العناصر الذين تمت مباغتتهم وإلقاء القبض عليهم كانوا يخططون لمعاودة النشاط الإرهابي سواء في الجزائر وهذا من خلال محاولة الاتصال بالسلفية أو في أفغانستان أو في غيرها من الدول التي لازالت تعاني من ظاهرة الإرهاب. علما أن هؤلاء العناصر كانوا متطوعين في الجيش البوسني خلال الحرب كما اكتشفت مصالح الأمن البوسنية مواد متفجرة لدى المعتقلين دون أن تحدد الشخص الذي كانت بحوزته. وفيما أرجعت الاعتقالات إلى الضغوطات التي تتلقاها السلطات البوسنية من قبل الغرب، إضافة إلى جهود تحسين السلطات البوسنية صورتها في مجال مكافحة الإرهاب، إلا أن الخوف البوسني من معاودة هؤلاء لنشاطهم يكون وراء الحرب الاستباقية التي تشنها السلطات البوسنية على معاقل قدماء المتطوعين أو ما يسمى ابالمجاهدين العرب'' والى جانب اعتقال أربعة قيادات ''جهادية'' أخرى من جنسيات مغاربية وعربية مختلفة، فشلت السلطات البوسنية في اعتقال ''جهادي'' جزائري آخر لا تعرفه السلطات الأمنية البوسنية إلا برمز ''س ز ''، الحروف الأولية لاسمه، حيث تمكن هذا الجزائري -حسب نفس المصدر- من التسلل عبر الحدود البوسنية نحو المجر. فيما كشفت التحقيقات أن الإرهابي الجزائري ''س ز'' الذي تمكن من الفرار نحو المجر كان على صلة مع شبكة القاعدة التي ألقي القبض على عناصرها الأربعة عشر في ديسمبر 2008ببلجيكا . وكانت البوسنة قبلة العديد من الجزائريين رفقة عرب آخرين قدموا إليها من إحدى الدول العربية وذلك في إطار نشاطات إنسانية خاصة بما بعد الحرب. وقد تعرض العديد من هؤلاء الجزائريين لمضايقات أمنية، حيث تم اعتقالهم من قبل السلطات البوسنية قبل أن تسلمهم هذه الأخيرة بدورها للسلطات الأمريكية في إطار التعاون على مكافحة الإرهاب بعد أحداث سبتمبر، فكان مصير هؤلاء الجزائريين الستة معتقل فوانتانامو قبل أن تتم تبرئتهم ويطلق سراحهم.