نقلت قناة “العربية” عن مصادر مطلعة في التحالف الحاكم، والمتكون من حركة النهضة والمؤتمر والتكتل، أن التركيبة الحكومية أصبحت جاهزة، وأن المفاوضات حولها قد انتهت وتم الاتفاق على إقرار تركيبتها النهائية، والتي يتوقع أن يتم الإعلان عنها خلال ساعات، قبل عرضها غدا المقبل على المجلس الوطني التأسيسي لنيل ثقته. وكان حمادي الجبالي الكاتب العام لحركة النهضة الإسلامية، ومرشحها لرئاسة الحكومة التونسية المقبلة قد أعلن منذ بداية هذا الأسبوع “أن الإعلان عن الحكومة لن يتأخر وأن تركيبتها “شبه جاهزة” وأن القائمة لا تتطلب سوى بعض التعديلات ولا ننتظر إلا انتخاب رئيس الجمهورية من أجل الانطلاق في العمل وهو ما سيتم في ظرف أسبوع على الأقل”. وحسب ما توفر لدينا من معلومات وبالاستناد إلى التركيبة التي بحوزتنا والتي تتضمن الوجوه المرشحة لنيل حقائب وزارية سواء من داخل التحالف الثلاثي أو من المستقلين، فإن حكومة الجبالي تضم 50 وزيرا وبها عدة شخصيات مستقلة مثل أبو يعرب المرزوقي والمهدي مبروك ووزير الداخلية الحالي الحبيب الصيد كمستشار أمني، وحافظ عبد الكريم الزبيدي على حقيبة الدفاع. وحصلت حركة النهضة على النصيب الكبير من الحقائب الوزارية، إضافة إلى أنها ستتولى أيضا وزارات سيادية مثل العدل والداخلية والخارجية والناطق الرسمي باسم الحكومة. وأجرى الوزير الأول المرتقب حمادي الجبالي خلال هذا الأسبوع عدة لقاءات مع قيادات أمنية وحكومية الباجي قائد السبسي الوزير الأول المستقيل، ومع الأمين العام لاتحاد الشغل وكذلك مع منظمة رجال الأعمال “الأعراف”، وهي لقاءات غايتها “تطمين” هذه الأطراف واطلاعها على الفريق الحكومي قبل الإعلان الرسمي عنه، في محاولة منه كسب تأييد لحكومته ولبرنامجها الإصلاحي. من ناحية أخرى، احتشد آلاف التونسيين، بينهم الرئيس المنصف المرزوقي، أمس، في مدينة سيدي بوزيد لإحياء ذكرى مرور عام عن اندلاع الشرارة الأولى للثورة التونسية التي انطلقت من هذه المدينة لتطيح بنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي وتهز أركان الاستبداد في العالم العربي. ومنذ فجر أمس، تجمع عدد غفير من التونسيين القادمين من مختلف المدن التونسية لمشاركة أهالي سيدي بوزيدالمدينة التي همشت طويلا وتضم 100 ألف نسمة احتفالاتهم بذكرى إقدام الشاب محمد البوعزيزي البائع المتجول في ال17 ديسمبر 2010 على حرق جسده أمام مقر الولاية احتجاجا على إهانته ومنعه من إيصال شكواه إلى المسؤولين في المنطقة إثر مصادرة بضاعته التي كان يبيعها على عربته بحجة عدم امتلاك التراخيص اللازمة. وتوفي البوعزيزي في الرابع جانفي 2011 متأثرا بجروحه. وأشعلت حركته اليائسة ثورة شعبية لا سابق لها أطاحت في ال 14 جانفي الماضي بنظام زين العابدين بن علي وأشعلت فتيل الربيع العربي الذي أطاح بأربعة من القادة العرب حتى الآن.