في فترة وجيزة تمكنت دولة قطر أن تصنع لها مكانة عربية ودولية مرموقة، وتنافس كبريات الدول في شتى المجالات من حيث الاقتصاد والصناعة والخدمات والإعلام والرياضة· ورغم مساحتها الصغيرة، إلا أنها سخرت مختلف إمكانياتها لرفع مستويات الوعي ودفع عجلة النمو لبناء مستقبل زاهر وأصبحت عين العرب على العالم في ظل التحولات والحراك الثوري الذي تشهده الساحة العربية· فتلك الدولة الصغيرة المرتمية في زاوية ضيقة من خليج العرب، عرفت خلال السنوات الأخيرة تطورا متسارعًا في جميع القطاعات وفي شتى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وهو ما جعلها في مصاف الدول الأكثر نموا وتأثيرا بين دول العالم العربي ومنطقة الخليج· وتشير البيانات الإحصائية المتزايدة إلى أن معدل نمو الاقتصاد القطري يتضاعف منذ سنة 2007 إلى غاية ,2010 حيث استطاع الاقتصاد القطري تحقيق أعلى نسبة نمو بين اقتصاديات دول مجلس التعاون الخليجي يبلغ 35 في المائة في السنة· ويأتي هذا الإنجاز القطري على خلفية التطورات الاقتصادية التي تشهدها دولة قطر وخصوصا في مجالات النفط والغاز والكيماويات· كما تتوقع الدراسات أن تصبح قطر في غضون السنوات الخمس المقبلة المصدر الأول للغاز الطبيعي المسال في العالم· وتواصل دولة قطر بفضل السياسة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل الثاني، مجهوداتها الرامية إلى تنويع مصادر الدخل القومي وتنمية الموارد البشرية وتفعيل دور القطاع الخاص والعمل على تحقيق فائض في ميزان المدفوعات بزيادة الصادرات وخفض الواردات وتقليص عجز الموازنة العامة للدولة من خلال تطبيق السياسات المالية والنقدية والبرامج التصحيحية الضرورية· وما جعل دولة قطر تتبوأ هذه المكانة الاقتصادية في منطقة الخليج هو إنشاء قاعدة صناعية حديثة تعتمد على الموارد الأولية المحلية والقوى البشرية ورؤوس الأموال الوطنية، وتقديم الحوافز الصناعية للمستثمر وتشجيع الشركات المساهمة مثل شركة قطر للصناعات التحويلية وشركة الكهرباء والماء القطرية على الإنتاج· وخلقت سياسة توظيف الكوادر في عدة شركات قطرية وسيلة للتنافس والابتكار في شتى المجالات، حيث عكفت بعض الشركات على تدريب الكوادر وتأهيلهم حسب التطور التكنولوجي عن طريق خطة إستراتيجية واضحة· كما حظي قطاع التجارة والاستثمار وقطاع الخدمات باهتمام الدولة وتنفيذ سياسات تنمية قطاع الأعمال والتجارة والإشراف على النشاط التجاري وتوجيهه بما يتفق مع متطلبات التنمية الوطنية وتنفيذ السياسات والبرامج التي تهدف إلى جذب الاستثمارات، ودعم تنمية الصادرات وتطوير أساليب وإجراءات تقديم الخدمات العامة لقطاع الأعمال والاستثمار· ومازاد دولة قطر صيتا عالميا هو تمكنها من افتكاك فوزها لتكون أول دولة عربية وشرق أوسطية تنال شرف تنظيم أكبر تظاهرة كروية واستضافة كأس العالم لكرة القدم لسنة .2022 سفارة دولة قطر مسيرة الخير والعطاء بين الأرض والإنسان في عمر الشعوب أياما لها من عمق الذكرى ما يجعلها عزيزة، ومن مغزى المناسبة ما يبقيها غالية محفورة في تاريخها ومغروسة في دخيلة قلوب أبنائها، تعيش مع الإنسان حيثما يكون وأينما يسير، ولدى الشعب القطري علامات مضيئة في تاريخه الطويل، ففي 18 ديسمبر من كل عام تقام الاحتفالات الرسمية والشعبية بذكرى اليوم الوطني الذي يعني تولي مؤسس دولة قطر الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني الحكم في البلاد· بالحب والتضحية والعطاء يخطو الإنسان على أرض قطر الطيبة حريصا على تراث ماضيه المجيد متمسكا بأصالته، محافظا على إنجاز الحاضر ثمرة جهده ونضاله، ومتطلعا لآفاق المستقبل بعيون متفائلة لامتلاك ناصية حضارته وتقدمه، فخورا بسيادته الوطنية وواثقا في قيادته والسياسة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر (حفظه الله) فبناءاعلى توجيهات سموه الرشيدة تحركت مسيرة البناء الشامل نحو التقدم والرخاء والرفاهية بعزيمة وإيمان أبناء دولة قطر ومشاركة كافة الأشقاء العرب والأصدقاء المخلصين الذين يعيشون مع القطريين فخر الإنجازات العظيمة التي تحققت طوال مسيرة التنمية الشاملة فبفضل ما وهبه المولى عز وجل لدولة قطر من ثروات طبيعية مكنت من إعداد إستراتيجية للتنمية أهم ما يميزها الشمولية والاهتمام المتوازي بكافة قطاعات الدولة وأثمر هذا الاهتمام تحقيق طفرة كبرى في مجالات الصناعة والزراعة والبناء والخدمات وواكبتها تنمية اجتماعية وثقافية عمقت الوعي الحضاري ورسخت معاني الوطنية السليمة وأثرت الإنسان فكريا وثقافيا بمضامين التراث العربي والإسلامي الأصيل· عرفت العلاقات بين دولة قطر والجزائر محطات تاريخية بارزة في مسارها الحافل بكل مظاهر الأخوة والتضامن التي تعود إلى فترة الكفاح ضد المستعمر والتي تتواصل في الحاضر كامتداد طبيعي لما تكنه دولة قطر وشعبها من معزة وتقدير للشعب الجزائري فقد كان سمو أمير البلاد سباقا في شبابه في مساندة الثورة الجزائرية وكفاح الشعب الجزائري لنيل الاستقلال ويشهد التاريخ حماس سموه الفياض وهو يلقي الخطب في الأماكن العامة لتطوير أشكال دعم ومساندة الشعب القطري للثورة الجزائرية وتشجيعه على إنشاء الجمعيات من أجل جمع التبرعات للمجاهدين حتى تم توقيع إتفاقية ”إيفيان” في مارس 1962 بالقصر المملوك لدولة قطر بالعاصمة الفرنسية باريس· ولاشك أن عمق علاقات الأخوة والتعاون الطيبة بين دولة قطر والجزائر الشقيقة تبقى النموذج الحي الذي يشهد على ما يمكن أن تحققه الإرادة السياسية الصادقة والنوايا المخلصة من أجل دعم جهود العمل العربي المشترك من أجل مستقبل أفضل وهو ما تؤكده لقاءات القمة المباركة لحضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر (حفظه الله) وأخيه فخامة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية والزيارات المتبادلة لكبار المسؤولين في البلدين التي عززت العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين بالكثير من اتفاقيات التعاون في مختلف مجالات النشاط على نحو جعل هذه العلاقات متميزة· إن الحرص الكبير على توجيه الكثير من الاستثمارات القطرية نحو الجزائر يعني القناعة الراسخة بحتمية مدّ جسور التواصل والتلاحم من خلال تحرك واع وعلاقات تعاون متميزة كما يؤكد الثقة التامة في مدى ما تتمتع به الجزائر من أسباب الأمن والسلام ومن إمكانيات خلق مناخ استثماري جيد· تمضي مسيرة البناء، مسيرة الخير والعطاء في قطر بخطى واسعة واثقة في تناسق تام وانسجام كامل من أجل قطر وإنسان قطر ومستقبل قطر الواعد بالمزيد من النماء والرخاء والتقدم بإذن الله