اختتمت أمس بالجزائر العاصمة أشغال الدورة الرابعة للجنة المشتركة الجزائرية-القطرية بالتوقيع على عشر اتفاقيات ومذكرات تفاهم تشمل الميادين الاقتصادية والثقافية والعلمية بالإضافة إلى المحضر الخاص بالدورة. ويتعلق الأمر باتفاقية خاصة بإعفاء رعايا البلدين الحاملين لجوازات السفر الدبلوماسية والخاصة والخدمة من شرط الحصول على تأشيرة الدخول والتي وقع عليها كل من وزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي ووزير الدولة القطري لشؤون الطاقة والصناعة السيد محمد بن صالح. كما وقع وزير المالية السيد كريم جودي ووزير الدولة لشؤون الطاقة والصناعة القطري على مذكرة تفاهم خاصة بمواصفات ومقاييس ضبط الجودة. أما النص الثالث فيتعلق بالبرنامج التنفيذي الثاني للتعاون الإعلامي للفترة 2009 -2012 بالإضافة إلى نص آخر يتصل بالبرنامج التنفيذي الثالث للتعاون التربوي والعلمي بين البلدين. كما وقع الجانبان على اتفاقية خاصة بإنشاء محمية طبيعية بمنطقة البيض وكذا مذكرة تعاون في مجال الأرشيف. أما في الميدان الثقافي فقد تم التوقيع على بروتوكول توأمة بين المكتبتين الوطنيتين للبلدين. وفي المجال الرياضي وقع الجانبان مذكرة تفاهم بين اللجنة الأولمبية الجزائرية ونظيرتها القطرية. أما في الميدان الاقتصادي فقد تم التوقيع على مذكرة تفاهم بين وزارة المالية وشركة قطر القابضة بخصوص إنشاء شركة استثمارية مشتركة، بالإضافة إلى مذكرة تفاهم ثانية لإنشاء شركة مشتركة لتسويق المشتقات النفطية والخدمات الأخرى المتعلقة بها بين شركة نفطال وشركة قطر للوقود. وفي الختام وقع الوزير الأول السيد أحمد أويحيى ورئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية لدولة قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جابر آل ثاني على محضر الدورة الرابعة للجنة المشتركة. وفي هذا الصدد أكد السيد أحمد أويحيى ورئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية لدولة قطر عزم البلدين على توظيف كل السبل التي من شأنها تحقيق علاقات ثنائية "مثالية" وتطويرها بما يخدم الشعبين. وفي كلمة ألقاها خلال افتتاح أشغال الدورة أكد السيد أويحيى إرادة وعزم الجزائر على تطوير العلاقات بين البلدين من خلال "توظيف كل السبل التي تتيح إقامة علاقات مثالية بين الجزائر وقطر". كما أعرب عن ثقته في أن تفضي هذه الدورة إلى نتائج "تعكس مستوى الطموحات المشتركة بين البلدين وتساهم في الارتقاء بالعلاقات الثنائية خدمة للوحدة العربية والاندماج الإقتصادي في الفضاء العربي". وحول مستقبل العلاقات الثنائية بين الجزائر وقطر أشار الوزير الأول إلى أن هذه العلاقات "تنفتح أمامها آفاق عمل واسعة ستمكن من إرساء قواعد قوية" يمكن الارتكاز عليها في القطاعات التجارية والمالية والاستثمارات والشراكة وكذا المجالات العلمية والثقافية. ومن جهته قال رئيس مجلس الوزراء القطري إن الدورة الرابعة للجنة المشتركة الجزائرية-القطرية حدث "يكتسي أهمية بالغة" في مسار تطوير العلاقات الثنائية و"تجسيد الإرادة السياسية التي عبر عنها كل من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وأمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في دعم وتعميق العلاقات الثنائية في شتى المجالات". وأعرب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري عن قناعته في أن "ما تمر به المنطقة العربية من متغيرات على كل المستويات يجعلنا أكثر قناعة بأهمية تحقيق المزيد من علاقات التعاون والتقارب القائمة على الصراحة والوضوح". وقبل ذلك أجرى الوزير الأول السيد أحمد أويحيى محادثات مع رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية لدولة قطر. وكان الشيخ حمد بن جاسم بن جابر آل ثاني قد وصل مساء أول أمس إلى الجزائر بدعوة من الوزير الأول السيد أحمد أويحيى وفي تصريح أدلى به عقب وصوله إلى الجزائر اعتبر الشيخ حمد بن جاسم بن جابر آل ثاني أن العلاقات الثنائية بين البلدين "مهمة وتاريخية" معربا عن أمله في "أن يستمر التطور الإيجابي لها". كما أبدى أمله أيضا في أن تكون هناك "علاقات تقارب بين كافة الدول العربية بما يفيد المواطن العربي في حياته اليومية بشكل مباشر".