قررت تركيا عودة سفيرها بفرنسا إلى باريس في إطار جهود أنقرة للحيلولة دون مصادقة مجلس الشيوخ ”الغرفة العليا للبرلمان الفرنسي”، على قانون مثير للجدل يجرّم إنكار إبادة الأرمن على يد الأتراك· وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية، إن السفير تحسين بورجو أوغلو أنهى المشاورات التي استدعي لأجلها من باريس وعاد إلى فرنسا السبت ليحاول منع تمرير قانون تجريم إنكار إبادة الأرمن في مجلس الشيوخ، بعد أن تبنته الجمعية الوطنية ”الغرفة السفلى” في ديسمبر الماضي· وكان القانون المذكور قد طرح الأسبوع الماضي على جدول أعمال مجلس الشيوخ الفرنسي بعد قرار من الحكومة الفرنسية، ويتمتع بفرص كبيرة للتصويت عليه نهائيا لأنه يحظى بدعم اليسار الذي يمثل الغالبية في مجلس الشيوخ· ويستهدف القانون في الأساس إبادة الأرمن، وهو الأمر الذي أثار حفيظة أنقرة التي استدعت سفيرها في باريس للتشاور، وحظرت الطائرات والسفن الحربية الفرنسية من الهبوط والرسو في تركيا وجمدت اللقاءات السياسية والاقتصادية· وفي خضم الأزمة بين البلدين اتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان فرنسا بارتكاب ”إبادة جماعية” بحق ما يقدر ب15 بالمائة من سكان الجزائر بداية من عام ,1945 واتهم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ”بإذكاء كراهية المسلمين والأتراك سعيا وراء مكاسب انتخابية” في أفق الانتخابات الرئاسية في أفريل المقبل·
ووفقا لذلك القانون، فإنَّ أي شخص ينكر علنا أن عمليَّات قتل الأرمن في تركيا كانت ”إبادة جماعيَّة” سيواجه حكما بالسجن مدَّة عام، بالإضافة إلى دفع غرامة مالية قدرها 45 ألف يورو·
من ناحية أخرى، هدد قراصنة معلومات أتراك ”هاكرز” قبل يوم من إعلان عودة السفير التركي إلى فرنسا، باستهداف مواقع إنترنت فرنسية جديدة أكثر خطورة بعد أن اخترقوا بالفعل مواقع فرنسية، من بينها موقع النائبة فاليري بوييه التي تقدمت باقتراح القانون المثير للجدل· وهدد القراصنة بمهاجمة مواقع تجارة إلكترونية ومواقع بنوك ومواقع حكومية على شبكة الإنترنت إذا وافق مجلس الشيوخ الفرنسي على مشروع القانون· وتقول مجموعة أي يلديز، التي تعني بالعربية الهلال والنجمة في إشارة إلى العلم التركي، إنها تحارب من أجل الحفاظ على القيم التركية·