برأت نهاية الأسبوع المنصرم، محكمة الجنايات بمجلس العاصمة، أحد العائدين من معتقل غوانتنامو من التهمة الموجهة إليه، ويتعلق الأمر بالمدعو (م· مبروك) الذي كان متابعا بجناية الانتماء إلى جماعة إرهابية تنشط في الخارج بعد أن تبين أنه دخل الأراضي الأفغانستية للالتحاق بالمقاتلين بعد أن عرج على عدة دول أوروبية· وكان ممثل الحق العام قد التمس ضده 10 سنوات سجنا نافذا، قبل أن يتحصل على البراءة وهو الحكم ذاته الذي قضت به إحدى المحاكم الأمريكية قبل أن يسلم إلى الجزائر· المتهم وحسب ملفه كان قد سافر سنة 1993 إلى فرنسا ومكث بها مدّة قاربت العامين، ليقرّر بعدها الدخول إلى التراب الإيطالي بجواز سفر مزوّر ثمّ إسبانيا ثمّ بريطانيا، التي استقرّ بها عدّة سنوات، وفي تلك الفترة وأثناء تردّده على المسجد تعرّف على عدّة أشخاص من جنسيات عربية وكان على احتكاك مع شخص يدعى (عبد اللّه) من اليمن، والذي كان متشبّعا بفكرة الجهاد في أفغانستان وقام بمرافقته إلى حلقات كانت تقام في المسجد تتحدّث عن ضرورة الجهاد واقترح عليه مرافقته إلى أفغانستان· وبالفعل سافر المتّهم إلى أفغانستان سنة ،2002 حيث تنقّل إلى عدد من المخيّمات العسكرية لتنظيم القاعدة وتدرّب على استعمال الأسلحة، غير أنه وبعد نجاح القوّات الأمريكية في مقاتلة قوّات القاعدة قرّر العودة إلى بريطانيا ليقوم بتزوير جواز سفره، ما دفع بالسلطات البريطانية إلى إلقاء القبض عليه، وعلى هذا الأساس تمّ إخضاعه للتحقيق من طرف المخابرات الأمريكية ووجّهت له تهمة المقاتلة مع الشيشانيين ضد الرّوس وتمّ اقتياده إلى سجن غوانتنامو، حيث قضى هناك عدّة سنوات، قبل أن تتم تبرئته من طرف المحكمة الأمريكية ليتم تسليمه رفقة عدد من الجزائريين الماكثين في معتقل غوانتنامو إلى السلطات الجزائرية·