خطاب أوباما التاريخي بالغريزة أو العزيزة مصر، أصابني بمس الرجل الخارق ذو البشرة السوداء، الذي استطاع عبر خطاب مدعم بآيات من الذكر الحكيم، بالعودة بمصر وبأمة غارقة في المحيط والخليج، إلى أغوار التاريخ، ليدغدغها ويسنتسخ لها من ذات التاريخ امبراطورا فرنسيا كان قد مر في سالف ''الإعصار'' على نفس المنصة وخطب من ذات المنبر ومضغ بالأزهر الشريف نفس الآيات عن الإسلام وعن الحضارة والمصير المشترك، ليختفي نابليون مخلفا وراءه أزمة احتلال للعقول وللأبدان، لأن البعض ظن أن ''بونابرت'' دخل في دين الله أفواجا، مثله مثل الحاج ''هتلر'' الذي أقسم الحجاج أنهم لمحوه معتمرا بمكة. لا فرق بين خطاب نابليون القديم وخطاب أوباما الجديد إلا في الزمن، فمن نفس جغرافيا مصر ألقي الخطابين وعبر نفس الآيات اكتشف أجداد القذافي أن نابليون اسمه الحقيقي ''سعدون'' وجده فاتح عربي تركه ''قصيرا'' أو صغيرا عند باب كنيسة بعد سقوط الأندلس ليكبر الصبي ويعود للبحث عن جذوره القصيرة، وهو نفس حال أوباما بعد خطابه الأخير والذي سيكتشف القذافي لاحقا بأن اسمه ''أسامة '' وليس أوباما.. ماذا أعطى الغراب لأمة الأعراب، غير استعارة حديث إكرام الميت دفنه؟ وماذا خسرت مصر من تاريخها بعدما أخرجت للأمة العربية مهزلة خطاب مدبلج عن رجل يكون في روما قلب أسد ويصبح في تل أبيب ''شارونا'' أعظم ويتحول بمصر إلى داعية إسلامي لا يختلف كثيرا عن الشيخ ''عادل إمام'' الذي استبق خطاب أوباما بيومين وأعلن بأنه سيكون ''داعية'' فضائي بعدما سقط ''الزعيم''.. وأهلا بالحاج ''أوباما'' بيننا!!