تحولت صورة مسؤولين عسكريين وسياسيين مغاربة وهم ينحنون لتقبيل يد ولي العهد المغربي الأمير الحسن ذو التسع سنوات، إلى مادة دسمة في وسائل الإعلام العربية، حيث خصصت لها بعض القنوات التلفزية، وفق تقرير لوكالة ”الدولية” للأنباء، حلقات كاملة للسخرية منها في وقت يعيش فيه العالم العربي حالة غليان، أطاحت بعدة أنظمة من الحكم· وأفرد الإعلامي المصري المثير للجدل عمرو أديب حلقة كاملة من برنامجه ”القاهرة والناس” للسخرية من المشهد المغربي الرسمي، في حين وصفت صحف أخرى الصورة ب”صنع المغاربة لآلهتهم”· وكانت القناة المغربية الأولى الحكومية قد نقلت في بث مباشر مراسيم تدشين ولي عهد المغرب الذي لايزال طفلا حديقة حيوانات جديدة في الرباط، حيث تسابق مسؤولون مغاربة كبار على تقبيل يد الطفل ولي العهد أثناء اصطفافهم لاستقباله· وآثار المقطع الذي انتشر انتشار النار في الهشيم على موقع اليوتوب استياء الكثيرين من مستخدمي المواقع الاجتماعية من بينها ”الفيسبوك” و”تويتر” بعد تداوله، حيث انحنى كبار مسؤولي الدولة المغاربة الكبار بما فيهم العسكر، وقاموا بتقبيل يدي الطفل أثناء مصافحته لهم· وأوضحت التعليقات في المواقع الاجتماعية أن ”تلك العادات تصنع الآلهة والطواغيت في المجتمع العربي، حيث يظل الشعب خاضعا لرئيسه ولملكه طوال العصور والأزمنة، بالإضافة لما يزرع داخل أطفال الحكام من إحساس بأنه قد أصبح إلها على شعبه”· وصب عدة شباب من أنصار الثورة العربية وزحف ما يسمى ب”الربيع العربي” على جل الدول العربية جام غضبهم على الصورة، وقالوا إنها تمثل مهانة كبيرة للشعب المغربي وللشعوب العربية برمتها· ودعا مسؤولون وشخصيات مغربية رفيعة إلى تعديلات في البروتوكول الملكي ليصبح أكثر بساطة في وقت يعرف المغرب فيه نقاشا واسعا بشان دور وصلاحيات المؤسسة الملكية بالمغرب حتى بعد تمرير الإصلاحات الدستورية التي كان قد دعا إليها العاهل المغربي ·وتدعو العديد من الأحزاب المغربية إلى إلغاء صفة التقديس عن شخص الملك وعائلته كما هي واردة بالدستور الحالي، وتدعو إلى أن يكون لشخص الملك على غرار دساتير الدول الديمقراطية ”حرمة لا تنتهك”· وفي السياق ذاته، تقول تقارير إعلامية مغربية إن وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة وهي وزارة لا تتبع الحكومة وميزانيتها لا تراقب من قبل البرلمان؛ تفرض على المسؤولين تقبيل يد الملك وابنه وأشقاءه وشقيقاته كشرط لنيل رضى البلاط الملكي· وفجرت الاحتجاجات التي انتشرت في المغرب موضوع شديد الحساسية مرتبط بعادات وتقاليد النظام الملكي حيث طالب المتظاهرون المغاربة بإلغاء بعض المظاهر التي تتنافى مع نظريتهم في الحرية والكرامة وأولها تقبيل يد الملك والانحناء في حضرته أثناء تقديم البيعة·
من ناحية أخرى، فجر قيادي في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ”قنبلة إعلامية” على القناة الثانية بالتلفزيون الحكومي، حين انتقد المراسيم الملكية العتيقة التي ترتبط بنمط سياسي يقوم على ”مؤسسة إمارة المؤمنين والنسب النبوي للأسرة العلوية الحاكمة وبيعة الشعب للملك”· وقال الناشط الحقوقي عبد الإله بن عبد السلام إن ”ثمة ضرورة لتجاوز الطقوس الملكية التي لا تتماشى مع مبادئ حقوق الإنسان وفي مقدمتها المساواة بين المواطنين بغض النظر عن النسب أو الموقع الاجتماعي والسياسي أو الانتماء العرقي والديني”، على حد تعبيره·