شق محتجون ليبيون طريقهم إلى فندق في العاصمة الليبية أثناء اجتماع المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري الحاكم في مصر مع مسؤولين ليبيين؛ مرددين هتافات تستنكر امتناع القاهرة عن تسليم مسؤولين سابقين من مؤيدي العقيد الليبي معمر القذافي فروا إلى مصر· وبينما كان طنطاوي يسير في ردهة فندق كورينثيا في وسط طرابلس محاطا بعناصر أمن ليبيين ومصريين رفع بضعة متظاهرين لافتات تطالب القاهرة بتسليم ”أزلام القذافي ورموز النظام السابق”· وحاول عاشور بن خيال وزير الخارجية بالحكومة الليبية الجديدة إقناع المحتجين بمغادرة المبنى، لكن أحدهم صاح فيه قائلا ”50 ألف ليبي قتلوا من أجل الحرية”· ويقول نشطاء المجتمع المدني إن عددا من أركان النظام السابق يقيمون في مصر منذ أن أطيح بالقذافي في أوت الماضي، وهم يطالبون بتسليمهم لمحاكمتهم· وفي وقت لاحق- وبعد أن غادر طنطاوي الفندق- سدت مجموعة أخرى من المحتجين الطريق قرب الفندق مانعة حافلة تقل بعض أفراد الوفد المصري من مواصلة مسيرتها· وصاح المحتجون قائلين ”يا مشير·· عيب عيب·· ما في قذافي بين إيديك”· وقال رئيس الوزراء الليبي الانتقالي عبد الرحيم الكيب إنه أثار أثناء اجتماعه مع طنطاوي مسألة تسليم الفارين من مؤيدي القذافي·
من ناحية أخرى، كشف وزير الدفاع الليبي أسامة الجويلي أن ليبيا تلقت عرضا أمريكيا لتدريب القوات الصحراوية والقوات الخاصة والسلاح الجوي الليبي، فيما نفى مسؤول ليبي آخر ما رددته وسائل إعلام حول عزم الولاياتالمتحدة إرسال قوات إلى ليبيا· وأكد الجويلي في تصريحات لصحيفة ”ليبيا الجديدة” نشرت أمس أن الجانب الأمريكي أبدى استعداده الكامل لتدريب القوات الليبية، موضحا أن معظم دول العالم أبدت استعدادها لمساعدة ليبيا من أجل إعادة البناء وتأسيس نظام ديمقراطي تعددي يحترم حقوق الإنسان، غير أنه أكد بأنه لم يتم التحدث عن أية صفقات لتسليح الجيش الليبي· وأشار إلى أن العقيدة القتالية لجيش بلاده الجديد ستكون دفاعية بحته وليست هجومية كما كانت في السابق، مضيفا ”لن نتدخل في شؤون الدول لأن هذا الأمر مرفوض من الشعب الليبي الذي عاني من نزوات القذافي ومن المجتمع الدولي أيضا”·
ودعا إلى ”وجوب وضع حد فاصل بين الحرية والفوضى في بلاده”، مبينا أن الغرض من الثورة هو تحقيق الحرية والعدالة الاجتماعية للمواطن بعد عقود من الدكتاتورية·