ارتأت ''البلاد'' بالمدية أن ترصد انطباعات بعض المترشحين حول امتحانات شهادة البكالوريا وقراءتهم الأولية لهذه الامتحانات، التي كانت في السابق تعتبر بمثابة الفاصل بين الأمل وتحقيقه. غير أننا وبمجرد أن وطئت أقدامنا باحة إحدى المؤسسات التربوية التي أجريت فيها عمليات الامتحان، شد انتباهنا تناثر أوراق كراريس ممزقة وكتب مقطعة على شكل قصاصات، بقيت كآخر شاهد على معارك ''ضارية'' أقامها الطلبة المترشحين من أجل تحقيق حلم صعب تحقيقه، مما جعل كل شيء مستباحا مقابل دخول الجامعة. اقتربنا من بعض تلاميذ ثانوية فخار عبد الكريم بالمدية فاطلعنا العديد منهم على الطريقة التي اتبعوها في التحضير لنيل هذه الشهادة ، و''الخطط'' التي استعملوها و''الحروز'' التي كانت بحوزتهم ك''ذخيرة'' سرية يلجأون إليها في حال اشتدت المعركة وصعبت الإجابة عن السؤال أوخانتهم الذاكرة. اطلعنا العديد من الطلبة الممتحنين على خطط عديدة استعملوها في امتحانات البكالوريا ، والتي اعتبروها بمثابة ''الحرب'' التي يتوجب الاستعداد لها بكل الأشكال..''لقد راجعت كل دروسي بما فيه الكفاية لكنه كان من الواجب أن أحتاط إلى ماهو أسوأ فقد اشتريت كل الأجوبة المحتمل طرحها في الأدب والفلسفة والاجتماعيات، وقد كلفني برنامج الاجتماعيات لوحدة 420دج بالنسبة لشعبة آداب وفلسفة واشتريت كل المقالات الفلسفية ال 65ب 290دج''، يقول الطالب المترشح (ك.ب). كما اطلعنا بعض الطلبة على شكل ونوع هذه ''الذخائر'' التي تضمنت أجوبة على أوراق لا يفوق عرضها الأربعة سنتيمترات وطولها 26سنتيمتر يوزعها الطالب والطالبة في مختلف أنحاء جسمه ك''العبوة الناسفة''، وواضعا خريطة في يده تحدد مكان كل محور، ليستعين بها أثناء الامتحان لتسهيل تحديد مكان الإجابة. والغريب في الأمر أن هذه الأجوبة تباع بطريقة عادية في الأكشاك والمكتبات، دون أي رقيب أو حسيب، كما اطلعتنا إحدى الطالبات عن ''الكيتمان'' وفوائده حيث أن الكثير منهن استعملن هذه الهواتف ومنذ اليوم الأول عن طريق اتصالهم بأساتذة المادة الممتحنة والانتظار حتى الساعة الثانية من الامتحان لخروج الأسئلة، ومن ثمة استقبال الأجوبة. وهذا ما أكده العديد من الأساتذة الملاحظون والحراس لما اكتشفوا عشرات الحالات لدى فتيات بعضهن ارتدين الجلباب أثناء الامتحان فقط، من أجل الظفر بشهادة البكالوريا، مما دفع بمدير التربية أن يقوم شخصيا بعمليات ''مداهمة'' لبعض الأقسام وتفتيش التلاميذ المترشحين، في آخر يوم من الامتحان وقد سجل على إثرها فصل 11 تلميذا من طرف مدير التربية بالمدية، ثمانية منهم بمركز يحي الميلود بالعمارية وثلاثة من متوسطة حركاوي بالبروافية، كما تم تسجيل مناوشات بين مدير التربية وبعض المترشحين الأحرار الذين رفضوا تفتيشهم من قبل مدير التربية، مما خلق حالة من الفوضى وسط المترشحين عامة و''الملغمين'' منهم على وجه الخصوص! من جهة أخرى، عبرت نقابة''الكنابست'' على لسان الناطق باسم مكتبها الولائي بالمدية عن أملها في أن يتم وضع حد لهذه الخروقات التي سبق وأن أشارت إليها في العديد من اللقاءات مع مدير التربية وطالبت منه وقتها التأسس كطرف لفتح تحقيق مسبق، أي قبل البكالوريا، ضد أصحاب المكتبات والأكشاك التي تروج لهذه ''الحروز'' على أعين المسؤولين!