من المظاهر التي ميزت موجة البرد والصقيع الناتجة عن تهاطل الثلوج بولاية باتنة ومختلف بلدياتها هو التواجد الكثيف لعناصر الشرطة في مختلف الطرقات الوطنية والولائية والنقاط المرورية الصعبة التى أغلقت على مستواها حركة المرور· وقد امتد دور الشرطة من طرقات خارج المدينة إلى قلب شوارعها وأحيائها من خلال دوريات متقاربة من حيث الفترة الزمنية وخرجات استطلاعية مكثفة نحو مختلف شوارع المدينة للوقوف ميدانيا على حالة المتضررين من سوء أحوال الطقس ومدى حاجتهم للمساعدة· وهي المهمة التي أخذها رجال الشرطة لأمن ولاية باتنة على عاتقهم في إطار العمل الجواري اليومي والاحتكاك المباشر بانشغالات المواطنين، وقد رافقت ”البلاد” رجال الشرطة في إحدى دورياتهم ئللبحث عن أشخاص بدون مأوى ونقلهم إلى المراكز المتخصصة وتجنيبهم ليلا طويلا في برودة بلغت مستويات قياسية· دوريات ليلية متواصلة للتكفل بعديمي المأوى يقول محافظ الشرطة ساعي عبد الله، الذي رافقنا في هذه الدورية، إن الدور الإنساني للشرطي يتصل اتصالا وثيقا بجميع مهامه اليومية غير أنه في ظل هذه الظروف الاستثنائية يطلب من رجل الأمن أن يزيد من درجة جاهزيته واستعداده لمجاراة المعطيات الطارئة· ويضيف متحدثنا ”ما نسعى للقيام به ونضع له مخططات ووسائل خاصة تتم دراستها وفقا لنوعية التغيرات، ولا تخلو المهمة من الصعوبات والعقبات التي نحاول التغلب عليها”· بدأت رحلتنا الليلية انطلاقا من مقر الأمن المركزي بباتنة بمسح شامل لشوارع وسط المدينة وبعض الأحياء التي ألف المتشردون افتراش أرصفتها ليلا والقريبة من وسط المدينة، قبل التوجه إلى التجمعات السكانية التي تقع على حواف المدينة مثل حي ”كشيدة” الشعبي، وشوارع المنطقة الصناعية، وحي بوعقال أكبر حي شعبي بالمدينة· وقد اتجهت الدورية نحو المدينةالجديدة حملة مرورا بحي ”أولاد بشينة”· وباعتبارها نقطة عبور فقد كانت محطة نقل المسافرين ”آذرار الهارة” الواقعة بالمخرج الجنوبي للمدينة أحد أهم الأماكن التي قد تضم أشخاصا مضطرين للمبيت في الخارج في هذا الجو الباردئبغض النظر عن ظروفهم· وكان لزاما على الدورية تفقد المكان، غير أن الوضع بدا أكثر استقرارا وهدوءا ولم نصادف أيا من الأشخاص الذين نبحث عنهم من المعنيين بالمساعدة، وهو ما أرجعه المحافظ إلى الجهود المبذولة من قبل مصالح الأمن خلال الأيام الأخيرة حيث قامت مختلف وحدات الشرطة بمسح شامل لشوارع المدينة بحثا عن الأشخاص المحتاجين للمساعدة·