شهد حي تيليملي، ليلة أول أمس، شللا في حركة المرور بعد أن أغلق الطريق الرئيسي جراء اكتظاظه بالجيران والفضوليين حول الشاب الذي ألقى بنفسه من الطابق الثالث في محاولة فاشلة للانتحار. الشاب (رضا.د) يبلغ من العمر 31سنة، ويعاني من اضطرابات عقلية، حاول في حدود الساعة السابعة مساء أن يقفز من جسر تيليملي المعروف باسم ''جسر الانتحار''، غير أن بعض أصدقائه من شباب الحي أنقذوه في اللحظة المناسبة، وحاولوا بشتى الوسائل تهدئته، ومعرفة الأسباب التي دفعته لوضع حد لحياته خاصة وأنه إنسان لطيف ومسالم حسب شهادات أهل الحي. كما أن عائلته تسهر على رعايته وتدليله نظرا لحالته النفسية والعقلية المضطربة نوعا ما، والتي فرضت عليه البطالة والانقطاع عن الدراسة منذ حوالي 10سنوات. لكن بعد مرور حوالي ساعة، دخل الشاب رضا منزل عائلته الكائن بالعمارة رقم 75في تيليملي دون أن تظهر عليه أي علامات للتوتر أو نية إعادة الانتحار. وعلى غفلة من أفراد عائلته اتجه صوب الشرفة وقفز منها مباشرة دون أن يصدر منه أي كلام أو حتى صراخ. هنا اهتز الشارع على صوت عويل وصراخ أمه وأخواته ليلتف الجيران حول جسد غارق في الدماء. وقد قامت مصالح الحماية المدنية بنقله إلى مستشفى مصطفى باشا الجامعي، حيث لا يزال إلى اليوم يصارع الموت في قسم الإنعاش. وحسب تصريحات بعض المقربين منه من الجيران، فإن الشاب راودته فكرة الانتحار بعد أن شاهد جارته التي تقطن معه في العمارة نفسه منذ بضعة أيام تحاول هي الأخرى الانتحار قفزا من شرفة منزلها بالطابق الثاني. ودائما حسب شهود عيان، فإن هذه الآنسة ''ز'' التي تبلغ من العمر 30سنة، حاولت الانتحار مرتين في ظرف أسبوع واحد، حيث أقدمت يوم الثلاثاء الماضي على فتح الغاز وإغلاق جميع النوافذ، إلا أن الجيران تفطنوا إلى تسرب الغاز واتصلوا بمصالح الحماية المدنية التي تدخلت فأنقذتها من الموت. لكن وبعد يومين أعادت محاولة الانتحار نظرا للضغوط النفسية التي تعيشها، حيث إن الشرطة قدمت إلى بيتها يومها من أجل القبض عليها في قضية تتعلق بالنصب والاحتيال حسب ما أفاد به الجيران لتختار الانتحار على الذهاب معهم، غير أنها لم تفلح في محاولتها لأنها لا تزال حية ترزق وتتألم من كسور متفاوتة الخطورة في قسم الاستعجالات بمستشفى مصطفى باشا. للإشارة، فإن حي تيليملي معروف باستقطابه الكبير للراغيبن في الانتحار، حيث تمثل مبانيه المرتفعة و''جسر الموت'' نقطة جذب لا تقاوم وفرصة شبه أكيدة للتخلص من الحياة. ورغم أن الحي عرف حالات انتحار خلال السنتين الماضيتين، إلا أن المحاولات الأخيرة تنبئ بعودة موجة القفز المميت.