سفير باكستان دعا الجزائريين لمساعدة بلاده نقدا بواسطة حساب خاص للتكفل بضحايا إرهابهم! هذا ما طلبه سعادته باسم الإنسانية، وهو يتحدث عن مخلفات هجوم وادي سوات الذي ينفذه جيش بلاده على طالبان باكستان وأدى إلى نزوح نحو ثلاثة ملايين شخص! باكستان المجاورة لأفغانستان عندها أمراء وطالبان أقل عنفا وانغلاقا وتشددا من طالبان أفغانستان. ورغم أن العلاقة ظلت متوترة بين الحركة والجنرال السابق برويز مشرف، إلا أن هذا الأخير المحسوب على أمريكا لم يدخل في مغامرة تستهدف مقابلة طالبان في مواجهة مفتوحة! وعندما يرحل حكم العسكر، ويأتي حكم الشعب لصاحبته المغتالة بنياضير بوتو... خلفها زوجها (غير سياسي) بواسطة الانتخاب والنظام الديموقراطي في رئاسة البلاد يصبح هذا الأخير أقل أداء وأكثر تبعية وبكل المقاييس في تعامله مع ما أضحى يسميه الإرهاب! فزرداري الذي زار أوباما في مكتبه عاد مباشرة وفتح النار على طالبان ضمن خطة لمحاصرة مايجري في أفغانستان التي تاه فيها حلف الناتو (الآطلسي) وستتيه معها باكستان. ومادام أن باكستان تسبح على منوال تجربتنا مع المعارضة التي انقلبت إلى إرهاب ودون أن يتعض منها ويستخلص الدرس، فإنه يكون أشبه بالأحمق، والحمق داء ماله دواء... وقد أعيى من يداويه! ولهذا فإن الجزائريين الذين دعاهم سفير باكستان لتقديم الزكاة لهم لعلاج حماقة ساستهم ليسوا مستعدين للدفع من جيوبهم لتغطية أخطاء غيرهم، خاصة أنهم مازالوا إلى اليوم يتجرعون ثمار سياسات أثبتت قصورها، وأنهكم سراق المال العام الذين زادت أنشطتهم أكثر في ظروف أمنية أنتجت تجار حرب (واستثمار) وجيلا كاملا من مسؤولي الصدقة وضربة الحظّ!